روسيا تنفي قصف مقاتلاتها لمواقع “قسد” في دير الزور
أدانت قوات سوريا الديمقراطية، أمس السبت، النظام السوري إثر استهدافه بالطيران الحربي مواقع لها في محافظة دير الزور شرق البلاد، حيث تخوض معارك ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، مشيرةً إلى أن القصف أسفر عن “إصابة ستة من مقاتليها بجروح مختلفة”، ونشر التحالف الدولي صوراً لمقاتلي “قسد” المصابين وهم يتلقّون العلاج.
لكن التحالف الدولي قال في بيانٍ له “إن قوات روسية ضربت هدفاً في شرق الفرات في سوريا قرب دير الزور ما أدى إلى إصابة قوات شريكة للتحالف”، وأن “الذخائر الروسية أصابت موقعاً كان يعلم الروس بأنه يضم قوات سوريا الديموقراطية ومستشارين تابعين للتحالف، وأُصيب على إثر ذلك عدة مقاتلين تابعين لقوات الديمقراطي وعولجوا بعد الضربة، مؤكداً سلامة جميع المستشارين العسكريين المتواجدين في المنطقة”.
وأضاف قائد قوات التحالف الدولي الجنرال الأمريكي “بول فانك” إن “خط تجنّب الاحتكاك مع روسيا مفتوح على مدار 24 ساعة”، مضيفاً: “إننا نبذل ما في وسعنا لتفادي التصعيد دون طائل بين القوات التي تقاتل عدونا المشترك”، وأضاف البيان أن قوات التحالف مع شركائها تحتفظ بحق الدفاع عن النفس.
يأتي هذا فيما نفى المتحدث العسكري الروسي “ايغور” المتواجد في قاعدة حميميم الجوية الروسية غرب سوريا، قصف طائراتٍ روسيّة لمواقع قوات سوريا الديمقراطية شرق الفرات، قوله “هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟”.
ومن جهةٍ أخرى أفادت مصادر محلية عن سقوط طائرة حربية من نوع “ميغ” يرجّح أنها تابعة لقوات النظام، كانت تحلق في منطقة “البوليل” جنوب شرق دير الزور، دون ورود معلومات عن مصير قائد الطائرة أو الجهة التي أسقطتها، في حين رجّح المرصد السوري لحقوق الانسان أن “تنظيم داعش هو من أسقط الطائرة”.
جاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات النظام تقدمها قرب دير الزور وسيطرتها على قرية الجفرة إلى الشرق منها، وطوّقت بذلك تنظيم “داعش” داخل الأحياء الشرقية في مدينة دير الزور من ثلاث جهات، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الانسان.
وإلى جانب المعارك التي يخوضها النظام للسيطرة على مدينة دير الزور، أعلنت ميليشيات متحالفة معه، بينها حزب الله اللبناني ومقاتلين إيرانيين وعراقيين، في بيان، السبت، بدء عملية عسكرية تهدف الى الوصول الى منطقة البوكمال الحدودية مع العراق.
ووصف البيان، الذي نشره الإعلام الحربي التابع لحزب الله، “البوكمال” بالمنطقة “الاستراتيجية”. وهي تعد واحدة من أهم المدن التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها في دير الزور.
وعلى وقع تقدم قوات سوريا الديمقراطية من جهة وقوات النظام من جهة ثانية، تقلّصت سيطرة داعش على محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق إلى النصف، بعدما كانت يسيطر عليها بالكامل تقريباً في العام 2014.
وفي حال خسر التنظيم الإرهابي كامل محافظة دير الزور، يتراجع وجوده في سوريا بشكل كبير بحيث لا يعود يسيطر سوى على بعض الجيوب في وسط وجنوب البلاد، وهو الذي خسر الجزء الأكبر من مدينة الرقة، معقله الأبرز وعاصمة خلافته المزعومة، أمام تقدم قوات سوريا الديمقراطية المستمر فيها.