روسيا تعلن عن هدنة في أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وسط تصعيد ميداني

في خضم الأحداث المتسارعة والنزاع الدائر في أوكرانيا، برزت مبادرة حملت في طياتها بعض الأمل، وإن كان حذراً. فبمناسبة عيد الفصح، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن هدنة من طرف واحد، معرباً عن أمله في أن يُظهر الجانب الأوكراني استعداداً للسلام.

بوتين أعلن عن وقف مؤقت للعمليات العسكرية في أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح. وذكر بأن رد فعل أوكرانيا خلال فترة الهدنة سيكشف عن مدى جديتها في التوصل إلى تسوية سلمية. كما رحب بالرغبة المعلنة من الولايات المتحدة والصين ودول أخرى في تسهيل التوصل إلى حل عادل للأزمة الأوكرانية.

بدوره أكد الكرملين في بيان رسمي أن جميع العمليات القتالية ستتوقف اعتباراً من الساعة السادسة مساءً بتوقيت موسكو من يوم السبت وحتى منتصف ليل الأحد. وأعرب عن أمله في أن يبادل الجانب الأوكراني هذه الخطوة، مؤكداً في الوقت نفسه استعداد القوات الروسية لصد أي انتهاكات أو استفزازات محتملة من الجانب الأوكراني.
زيلينسكي يبدي شكوكه حول النوايا الروسية بشأن الهدنة
في المقابل، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شكوكاً عميقة بشأن جدية الهدنة الروسية، واعتبر أن الهجمات الروسية المتواصلة بالطائرات المسيرة في سماء أوكرانيا تكشف عن الموقف الحقيقي لموسكو تجاه عيد الفصح وحياة الأوكرانيين.
وفي منشور له على منصة إكس، وصف زيلينسكي إعلان بوتين عن الهدنة بأنه محاولة لتعريض حياة الأوكرانيين للخطر، مشيراً إلى أن صفارات الإنذار ما زالت تدوي في مختلف أنحاء البلاد.

وزارة الدفاع الروسية: اتفاق بشأن تبادل الأسرى مع كييف
في تطور منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن اتفاق بين موسكو وكييف على تبادل مئتين وستة وأربعين أسيراً من كل جانب. وأوضحت الوزارة أن هذه العملية، التي جرت بوساطة من الإمارات، تمثل أحدث عملية تبادل للأسرى بين الطرفين المتحاربين.

الدفاع الروسية: قواتنا تقترب من استعادة السيطرة على منطقة كورسك

وعلى الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها تمكنت من استعادة السيطرة على قرية أوليشنيا في منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية، والتي كانت كييف سيطرت عليها بهجوم مفاجئ خلال الصيف الماضي.

وبحسب البيان الروسي، لم يتبق أمام القوات الروسية سوى قرية جورنال لاستعادة السيطرة الكاملة على منطقة كورسك الحدودية.

وتبقى التطورات على الأرض وردود الفعل من الطرفين مؤشرات حاسمة على مستقبل هذه الهدنة المؤقتة وما إذا كانت ستفتح نافذة نحو تهدئة أطول أم ستظل مجرد استراحة قصيرة في صراع طويل الأمد.