وسطَ مخاوفَ متصاعدة من أن تفضي الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان إلى جحيم إقليمي، يقيم مراقبون مدى تأثير اللاعبين الإقليميين على الملف السوري واحتمالية فتح جبهة أخرى في سوريا تُقضَم من خلالها أراضٍ جديدة، على اعتبار أن حزب الله حوَّل الأخيرةَ إلى خزان أسلحة ومعدات له.
وبافتراض أن موقعَ سوريا الجغرافي في الشرق الأوسط وأهميته في المنطقة والتداخل الدولي في البلاد بعد اندلاع الأزمة عام 2011، وتدخل دول إقليمية في الشؤون السورية وغياب الحل السياسي على مر أكثر من عقد من الزمن في البلاد لا بد أن يكون له تأثيراتٌ ليست بقليلة من هذه الحرب الدائرة بين تل أبيب وحزب الله.
سوريا وبعد أكثر من ثلاثة عشر عاماً من الأزمة التي مزقت البلاد إلى أشلاء تعود اليوم لتكونَ أمام مفترق طرق، في مرحلة تُعَدُّ من أهم المراحل بالنسبة إلى السوريين والمنطقة بشكل عام، وما ستحمله من تأثيرات على الملف الأمني والسياسي وسط احتمالات ليست ببعيدة لاجتياح إسرائيل للأراضي السورية بحجة تأمين حدودها.
جميعُ هذه المآسي التي يعيشها اللبنانيون والسوريون الهاربون من أتون الحرب المستعرة في لبنان، حملتها الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، عبر تشكيل لجنة لمتابعة شؤون النازحين إلى المنطقة مؤكدةً استعدادَها لتأمين جميع احتياجاتهم.
ويرى مراقبون أنه في حال دخلت سوريا أو الفصائل التابعة لإيران الموجودة في البلاد بنزاع مباشر مع إسرائيل، فإن محافظة دير الزور شرقي سوريا، ستكون الهدف الأول لإسرائيل، مرجحين أن تستهدف تل أبيب المواقع الإيرانية إلى جانب مناطق تسيطر عليها عناصر تابعة لحزب الله في دير الزور وحمص، إضافةً إلى أن القواعد الأمريكية في شرق سوريا ستكون هدفاً رئيساً لتلك الفصائل.