مع إعلان برنامج الأغذية العالمي تخفيض مساعداتِهِ المقدَّمة للسوريين إلى النصف، بسبب أزمة تمويلٍ غيرِ مسبوقة وما رافقه من مخاوفَ على الأمن الغذائي للسوريين، تدرس الحكومة السورية رفعَ الدعم عن الموادِّ الأساسية، بحسب ما كشفت مصادرُ مطّلعة.
المصادر، قالت إنّ الحكومة تناقش حالياً عدّة سيناريوهات أحدها رفع الدعم بشكلٍ كليٍّ عن المحروقات والكهرباء، وبشكلٍ جزئيٍّ عن المواد الغذائية الأساسية التي يتم تسليمها للأُسر عبر البطاقة الذكية، مشيرةً إلى أنه من المتوقّع خلال الفترة القليلة القادمة إصدارُ قرارٍ بهذا الشأن.
صحيفة “الشرق الأوسط”، نقلت عن خبيرٍ اقتصاديٍّ سوري، أنّ الحكومة تحاول مُنذُ مُدّةٍ التخلّي عن الدعم المقدَّم في المواد الأساسية، وكانت تمهِّد لذلك عَبر زيادة أسعارِ هذِهِ المواد بشكلٍ مستمرٍّ لتصل تقريباً إلى السِّعر العالمي، بسبب الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعانيها، والتي جعلت من تأمين هذه المواد أمراً مُرهِقاً جدّاً.
وبحسب الخبير الاقتصادي، فإنّه أياً كان شكل السيناريو الذي ستعتمده الحكومة، فسيكون كارثياً بالنسبة للأُسر، معتبراً أنه حتى وإن وصلت قيمة الزيادة على الراتب الشهري خمسة أضعاف، لن يستفيد منه المواطنون ما لم تتم السيطرة على سعر صرف الليرة أمام الدولار.
وتأتي التوجُّهات الجديدة للحكومة، رغم التدهور الكبير في الأوضاع المعيشية للسكان بمناطقِ سيطرتها والارتفاع الكبير للأسعار، وسط مخاوفَ لدى السكان هناك من أن تزيد القرارات التي من الممكن اتخاذها من تعميق الأزمة.