رغم التسويات.. أهالي اللجاة جنوبي سوريا يعيشون في عزلة شبه تامة
قرًى منسيّة، يستغرق الوصول إليها ساعاتٍ ومسافاتٍ طويلة، سكّانُها عشائرُ بدويّة يعيشون في شبه عزلةٍ بمِنطقة اللجاة جنوبي سوريا، التي تركها أهلُها بسبب المعارك التي شهدتها المِنطقة، وقلّةِ الخدماتِ وانعدامِ أسبابِ الحياة.
فبالرغم من دخولها فيما تسمى مناطق التسوية التي جرت جنوبي سوريا عام ألفين وثمانية عشر، إلا أن أبناء القرى المهجرين لم يعودوا إليها بعد، وهي قرًى دُمِّرت منازلُها بشكلٍ كاملٍ على يد قوّات الحكومة السوريّة، بسبب قربها من ثكنات ومقرّات الأخيرة، وتحويها إلى نقاطٍ عسكريّة.
جهودٌ يبذلُها أهالي المِنطقة في العودة إلى ديارِهم المهدّمة، رغم الوساطات والتواصل مع الجانب الروسي ومع مسؤولِين في محافظة درعا، لكنها لم تثمر بحسبِ مصادرَ محليّة.
وكباقي مناطق درعا، تشهد منطقة اللجاة انفلاتاً أمنياً وحالةَ عدمِ استقرار، ما دفع بالقوّات الروسيّة إلى تشكيل مجموعاتٍ تابعةٍ للفيلق الخامس من عناصر ما تسمى بالتسويات التابعة لها، بهدف منع ارتكاب خروقاتٍ وتجاوزاتٍ من قبل القوّات الحكوميّة، أو تشكيلِ أيِّ قوّةٍ عسكريّةٍ فيها.
ثلاثُ سنواتٍ مضت منذُ بَدءِ تلك التسويات، إلا أنّه لم تكن هناك أيُّ تغييراتٍ إيجابيةٍ على الخدمات الأساسية بحسب أبناء المنطقة، حيث الفساد المستشري في جميع المجالات الخدمية والصحية، وبشكلٍ خاصٍّ التعليم، كما بقيت وعود الحكومة بتقديم الخدمات الأساسية، وعودة المؤسسات الحكومية إليها مجرَّد وعود.
وتفتقر منطقة اللجاة للمشافي العامة رغم أنها تضم أكثر من سبعين قرية، بيد أنّ سكانها يعتمدون على المشافي في مناطق السويداء أو مدينة إزرع في درعا.