رسائل لم ولن تنقطع
لم تتوقف رسائل مجلس سوريا الديمقراطية للعمل المشترك مع الفعاليات السياسية بتنوعها، ولم نجد من يتقدم ويمد اليد ولو لمحاولة التفهم، أو وضع ملامح للتفاهم، وكل ما نسمعه هو اتهامات منزوعة الدليل أن قسد ومسد هو تمدد لحزب الاتحاد الديمقراطي بأسماء جديدة. وأن هذا الحزب هو الذي يحكم، وهو يتلقى أوامره من الخارج. والمنضوين لأجندات تركية يقولون: قنديل؛ ومن ثم حزب العمال الكردستاني؛ الذي تتهمه تركيا بالإرهاب!
الحقيقة كل هذا هروب من المواجهة مع الذات، فالمعارضة التي تُتهم هي مرتبطة بأجندات خارجية، وتموَّل منها؛ وتعيش عليها؛ ولا تتحرك إلا بأوامرها. وبالتالي لا يحق لها توجيه تهم الارتباط بالخارج وهي التي لا علاقة لها بالداخل! ولا تمون على شيء فيه، وبقاؤها هو نتيجة الدفعة الشعبية الأولى التي صدقت أن لديها معارضة، وأنها تنتج ثورة.
ثم إن تهمة الإرهاب لحزب العمال مردودة بصفتين: الأولى أنها تهمة سياسية لتنظيم سعى للتغيير في ظل الحرب الباردة بوسائل تلك الحرب، وكان كل تنظيم يساري أو وطني ليس مع الصف الأمريكي والغربي من منظمة التحرير الفلسطينية إلى عشرات غيرها توصف بالإرهاب!، والثانية أن النظام التركي قد انفتح على هذا الحزب وحاوره لأكثر من سنتين وأقام الهدنة معه وبدأت رسائل الغرام تنتقل بين الطرفين، حتى تمكن حزب العدالة من مفاصل الدولة، وبدأت معالم السيطرة الشمولية تظهر على قياداته وزعيمه، فانقلب على الانفتاح الذي كان.
لسنا في معرض استطراد حول مسألة تركية. ولكن؛ رسائل مجلس سوريا الديمقراطية استمرت بدعوة المعارضة للمشاركة كجهة سياسية موحدة بوجه النظام المستبد وليس من مجيب، وكجماعة موحدة لمواجهة الإرهاب فلم يتحرك أحد، سوى محاولة خجولة لفصيل في معارك كوباني بقيادة العكيدي الذي أصبح خصماً لدوداً بعد أن تغيرت رياح الولاء والدعم له. ومشاركة خجولة لقوات النخبة في بداية معارك الرقة وتم الاستغناء عنها بسبب الخذلان الذي حصل منها بخسارة موقع كانت مسؤولة عنه بعد أن حررته قوات سوريا الديمقراطية، واستمرت الفصائل الإسلامية تحارب التنظيمات الكردية المقاتلة دون مبرر، من بدايات الجيش الحر في سري كانيه، إلى أخر فصيل المعتصم، الذي ناب عن الفصائل لتبادل مناطق استولى عليها الطرفان في ظروف اعتداءات قامت ضد المقاتلين الكرد في حلب شرقاً وغرباً. وبالرغم من التنسيق بين هذه الفصائل ومن ورائها ممثلوها السياسيين مع قوات تركية في احتلال عفرين، لم تتوقف رسائل الدعوة إلى تفاهم حول مستقبل المنطقة، وموقف المعارضة الذي يجب أن يتوحد لمنع احتلال الأراضي السورية من أية قوة محتلة، ولرسم سياسات المواجهة السياسية للنظام المستبد.
رياض درار – الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية