ردود أفعال دولية متضاربة إزاء الأزمة الكورية
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهرت الرغبة في نزع فتيل التوتر في كوريا الشمالية، وإن تأجيج الهيستيريا العسكرية حول أزمة كوريا الشمالية له نتائج عكسية، مضيفاً أن بيونغ ياغ لن تنهي برامجها النووية والصاروخية لأنها تعتبرها الوسيلة الوحيدة للدفاع عن النفس.
ويبدو أن الضغوط الأمريكية في تصاعد منذ أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة والتي كانت أكبر تجاربها. وأظهرت تلك التجربة بالإضافة إلى سلسلة من التجارب الصاروخية أن “بيونغ يانغ” قريبة من تحقيق هدفها المتمثل في تطوير سلاح نووي قوي يمكنه الوصول إلى الولايات المتحدة، حيث طالبت “واشنطن” أن يفرض مجلس الأمن الدولي حظراً نفطياً على كوريا الشمالية وحظراً على صادراتها من المنسوجات، وعلى الاستعانة بعامليها في الخارج، بالإضافة إلى تجميد أصول زعيمها “كيم جونج أون” ومنعه من السفر وذلك وفقاً لمسودة القرار.
وزير الخزانة الأمريكي “ستيفن منوتشين” صرح بأن لديه “أمراً تنفيذياً جاهزاً ليوقّع عليه “ترامب” سيفرض عقوبات على أي دولة تتعامل تجارياً مع “بيونغ يانغ” إذا لم تفرض الأمم المتحدة مزيداً من العقوبات على كوريا الشمالية بسبب تجاربها النووية.
وفي الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة، قالت وزارة الدفاع في سيئول الخميس إنها استكملت نشر منصات إطلاق إضافية من ضمن منظومة الدفاع الصاروخي المتطور الأمريكي في قاعدة سونغ جو الأمريكية في بلدة على بعد 300 كلم من جنوب شرق العاصمة، كما بدأت ومع بتركيب أربع قاذفات من نظام “ثاد” الأمريكي المضاد للصواريخ في جنوب البلاد، وكانت قبل ذلك قد نشرت قاذفتين من نفس الطراز.
الأمر الذي أثار اعتراضاً قوياً من جانب الصين التي ترى أنه يمكن استخدام راداراته في كشف مواقع في الداخل الصيني ما يؤدي بدوره للإخلال بالتوازن الأمني في المنطقة.
اليابان من جانبها كانت على محور الأزمة أيضاً، حيث أجرى رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي” مباحثات مع الرئيس الكوري الجنوبي “مون جيه-إن” على هامش اجتماع إقليمي بشرق روسيا واتفق الجانبان على إقناع الصين وروسيا بخفض إمدادات النفط لكوريا الشمالية بأكبر قدر ممكن.
موقف الاتحاد الاوروبي أفصحت عنه مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “فيدريكا موجيريني” حيث ذكرت “إن وزراء الخارجية والدفاع في التكتل يعتزمون مناقشة فرض عقوبات إضافية على كوريا الشمالية في إطار الضغط الدولي المتزايد الذي أعقب إجراء “بيونغ يانغ” أكبر تجاربها النووية في مطلع الأسبوع”.
الصين حليفة كوريا الشمالية أنها أجرت تدريباً عسكرياً في المياه القريبة من شبه الجزيرة الكورية _حسبما أوردت وزارة الدفاع الصينية_، وجاء ذلك بعد يومين من إعلان كوريا الشمالية أنها أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية، وإن التدريب الذي جرى في خليج “بوهاي” كان يهدف إلى “تعزيز قدرة القوات على أداء مهام الإجلاء” ولم يكن يستهدف أي دولة أو أهداف محددة.
الرد الكوري الشمالي على التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات عليها جاء سريعاً حيث ذكرت “بيونغ يانغ”بالقول بأنها “باتت مسلحة بـ (سلاح الردع النووي الأقوى) بعد تجربة القنبلة الهيدروجينية، مؤكدة امتلاكها يداً طويلة قادرة على الرد في “أي مكان على سطح الأرض”.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية لكوريا الشمالية عن ناطق باسم وزارة الخارجية إدانته للمساعي الأمريكية من أجل فرض المزيد من العقوبات على “بيونغ يانغ”، قائلا إن “الحديث الأمريكي عن سعي بلاده لإشعال فتيل الحرب في المنطقة (سخيف)، وأن واشنطن تتخذ من جهود كوريا الشمالية لتعزيز دفاعاتها النووية “ذريعة” لمعاقبتها من أجل “إخفاء حقيقة أنها المحرّض الرئيسي للتوترات والتهديدات النووية”.
ويذكر أن كوريا الشمالية أقامت احتفالاً شعبياً تكريماً للعلماء الذين ساهموا في إجراء أكبر تجربة نووية في تاريخ هذا البلد، وأطلقت الألعاب النارية في سماء “بيونغ يانغ” كما خرجت مسيرات حاشدة في المدينة.