رئيس كوريا الجنوبية معرض للعزل رغم تراجعه عن الأحكام العرفية
قدم مشرعون في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء مشروع قرار لعزل الرئيس يون سوك يول بعد أن أعلن الأحكام العرفية في البلاد، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة، قبل إلغاء القرار بعد ساعات بسبب فوضى ومناوشات بين البرلمان والجيش.
وأشعل الإعلان المفاجئ أمس الثلاثاء مواجهة مع البرلمان الذي رفض محاولة الرئيس حظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام، فيما اقتحمت قوات مسلحة مبنى الجمعية الوطنية (البرلمان) في العاصمة سول.
وقدمت ستة أحزاب من المعارضة في وقت لاحق مشروع قرار في البرلمان لعزل يون، الذي واجه بالفعل اتهامات بالهيمنة على السلطة من قبل معارضيه ومن داخل حزبه، مع تحديد التصويت يوم الجمعة أو السبت.
وقال النائب عن الحزب الديمقراطي كيم يونج مين للصحفيين “لا يمكننا تجاهل فرض الأحكام العرفية غير القانونية… لم يعد بإمكاننا السماح للديمقراطية بالانهيار”.
ودعا زعيم حزب (سلطة الشعب الحاكم) الذي ينتمي إليه يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونج-هيون واستقالة مجلس الوزراء بأكمله.
وقال الرئيس يون في خطاب بثه التلفزيون إن الأحكام العرفية ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية المسلحة نوويا والقوات المناهضة للدولة المؤيدة لبيونجيانج وحماية نظامها الدستوري الحر رغم أنه لم يحدد ماهية التهديدات.
وتبع ذلك مشاهد فوضوية، إذ تسلق جنود مبنى البرلمان من خلال النوافذ المحطمة وحلقت مروحيات عسكرية في السماء. وحاول معاونون في البرلمان إبعاد الجنود باستخدام طفايات الحريق، واشتبك متظاهرون مع الشرطة في الخارج.
لكن في غضون ساعات من الإعلان، أقر البرلمان بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300، بالإجماع اقتراحا برفع الأحكام العرفية، بما في ذلك جميع الأعضاء الثمانية عشر الحاضرين من حزب يون.
وألغى الرئيس الأحكام العرفية بعد نحو ست ساعات من إعلانها.
وهتف متظاهرون خارج الجمعية الوطنية مرددين “لقد فزنا!”، وصفقوا وقرعوا الطبول.
وكان يون قريبا من زعماء الدول الغربية باعتباره شريكا في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لحشد الأنظمة الديمقراطية في مواجهة السلطوية المتنامية في الصين وروسيا ودول أخرى.
لكنه تسبب في إثارة القلق بين الكوريين الجنوبيين عندما وصف منتقديه بأنهم “قوى شيوعية شمولية ومعادية للدولة” وسط تراجع شعبيته.
وقال دانيال روسيل، نائب رئيس معهد أبحاث السياسات التابع لجمعية آسيا في الولايات المتحدة، تعليقا على إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية الذي يحدث لأول مرة منذ عام 1980 “نجت كوريا الجنوبية من كارثة لكن الرئيس يون ربما يكون قد أوقع نفسه في مأزق”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه يرحب بقرار يون إلغاء إعلان الأحكام العرفية.
وأضاف في بيان “نستمر في توقع حل الخلافات السياسية سلميا ووفق سيادة القانون”.
وهناك نحو 28500 جندي أمريكي في كوريا الجنوبية من بعد الحرب الكورية التي دارت بين 1950 و1953.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحفيين إن الوضع السياسي في كوريا الجنوبية هو “شأن داخلي” للبلاد.
وقالت روسيا إنها تتابع الأحداث “المأساوية” في كوريا الجنوبية بقلق.