رئاسة أركان الجيش التركي تعلن بدء عملياتها في إدلب
أعلنت رئاسة أركان الجيش التركي في بيانٍ لها، أن “القوات المسلحة التركية بدأت، أمس الأحد، أنشطة استطلاع، بهدف إقامة نقاط مراقبة بما يتماشى مع قواعد الاشتباك المتفّق عليها في إطار عملية خفض التصعيد، التي سيجري العمل على تطبيقها في محافظة إدلب بموجب مباحثات أستانا”.
وبدأت تركيا مؤخّراً بحشد مجاميع مما يسمى بالجيش الحر، وتحديداً فصائل “درع الفرات” الموالية لتركية، تمهيداً للزج بهم كنسقٍ أول في العملية العسكرية، التي وعلى ما يبدو أن الخطوة الأولى فيها قد بدأت متمثلة بالأنشطة الاستطلاعية.
ومن المرجّح أن يكون تقسّم مهام المراقبة في إطار عملية خفض التصعيد إلى قسمين، فالأتراك سيتولّون مهام المراقبة داخل محافظة إدلب، أما الروس فستنحصر مهمتهم في الرقابة من خارج إدلب، حيث سيتم نصب محطات مراقبة روسية للقيام بمهام المراقبة.
وبخصوص التحركات الأخيرة في إدلب أدلى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بتصريحات قال فيها: “بدأنا العملية في إدلب أمس مع الجيش السوري الحر، وستستمر بشكلٍ مخطط له حتى ضم إدلب لمنطقة وقف الاشتباكات”.
وتهدف هذه العملية على الأغلب إلى فرض “حزام أمني” يعمل الأتراك على إيجاده لغايات متعددة تخدم أهدافهم، ويمتد هذا الحزام من دارة عزة إلى أطمة، وبعمق40 كيلو متراً، والهدف الأساسي منه هو محاصرة الكرد في منطقة عفرين ومنعهم من وصل منطقتهم بباقي مناطق نفوذهم في الشمال السوري “عين العرب /كوباني والجزيرة السورية” ووأد أي محاولة لهم بالحصول على منفذ بحري.
التحركات العسكرية التركية الأخيرة نجم عنها انقسام عمودي داخل “الهيئة” بين مؤيد، وهم في أغلبهم من العناصر السورية، ومعارض وهم من العناصر غير السورية، وبحسب ما هو مخطط له فستكون مناطق تواجد المؤيدين لانتشار قوات المراقبة في مناطق شرق وجنوب شرق محافظة إدلب بحيث سيكونوا في تماس مباشر مع قوات النظام، بينما سيتم قتال القسم الرافض للاتفاق من قبل فصائل “درع الفرات”، أما أمراء الهيئة وقادتها فسيكونون في مناطق سيطرة تركيا وبدون الكشف عن اتجاهاتهم والغاية من ذلك على الأغلب تتمثل باستخدامهم في قتال الكرد.
ميدانياً، قصفت طائرات النظام السوري سوق بلدة معرة النعمان الامر الذي أدى لفقدان أكثر من 11 مدنياً لحياتهم بينهم طفلان وسقوط أكثر من 20جريحاً، بينهم عدد كبير من الحالات الحرجة مما يرجح ازدياد حصيلة القتلى.
وشهدت بلدة “ارمناز” اشتباكات خلال الساعات الفائتة بين عناصر من “هيئة تحرير الشام” مع حركة “أحرار الشام الإسلامية” و”فيلق الشام” تمكنت الـ”هيئة” على إثرها، من السيطرة على كامل بلدة “أرمناز”.
ويذكر أن سبب الاشتباكات يعود إلى مشادة كلامية بين عناصر من “الحزب الإسلامي التركستاني” وآخرين من “الحركة” و”الفيلق” تطور إلى إطلاق نار متبادل بين الجانبين، لتتدخل “هيئة تحرير الشام” وتؤازر “الحزب التركستاني”، حيث استمرت الاشتباكات لعدة ساعات قبل أن تنتهي بانسحاب “أحرار الشام” و”فيلق الشام”، وسيطرة “تحرير الشام” على كامل البلدة.
وقال “الحزب الإسلامي التركستاني” في بيان له أن اثنين من عناصره جرحا خلال هذا الاشتباكات، بينما قُتل عنصر من “فيلق الشام”.
وفي انعكاس مرتبط لما يجري بإدلب، على معركة ريف حماة الشمالي فقد استمرت الاشتباكات بين قوات النظام، وهيئة تحرير الشام على محاور أم تريكية والطليسية والقاهرة بريف حماة الشمالي الشرقي، في استمرار لمحاولات “الهيئة” لتحقيق المزيد من التقدم في المنطقة، وترافقت هذه الاشتباكات مع قصف متبادل بين الجانبين، حيث تم تدمير عربة مدرّعة لقوات النظام، هذه الاشتباكات أودت خلال 24 ساعة الأخيرة لمقتل أكثر من 26 عنصراً من قوات النظام، وإصابة العشرات منهم بجروح متفاوتة الخطورة.
ويبدو أن جبهة جديدة قد فتحت على هيئة تحرير الشام فبالإضافة للتحركات التركية على الحدود والمعارك التي تخوضها ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي، فقد بدأ تنظيم “داعش” هجوماً عنيفاً استهدف خلاله عدداً من القرى التي تسيطر عليها “الهيئة” في ريف حماة الشرقي، حيث تواردت أنباء عن تمكّن تنظيم داعش بسط سيطرته على 13 قرية أهمها “حصرات، رسم الأحمر، سرحا، الجملان”، كما وقع 4 من عناصر “الهيئة ” بأيدي “تنظيم داعش”.