دير الربان هرمزد.. رمز لصمود المسيحية في العراق

A view of Rabban Hormizd Monastery is seen in Alqosh, Iraq February 18, 2021. Picture taken February 18, 2021. REUTERS/Thaier al-Sudani

دير الربان هرمزد القابع على سفح صخري شديد الانحدار وسط الجبال النائية في مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل، شهد دخول وخروج الغزاة على مدى تاريخ المسيحية المضطرب في هذا الركن من البلاد.

ويرجع تاريخ الدير الواقع في بلدة القوش شمالي الموصل للقرن السابع الميلادي.

لكن المسيحيين هناك أفلتوا من هجمة شنها تنظيم داعش الإرهابي الذي سيطر على أكثر من ثلث أراضي العراق في الفترة من 2014 إلى 2017 بما في ذلك مدينة الموصل الواقعة على مسافة 32 كيلومترا فقط باتجاه الجنوب.

وفرت بعض الأسر من هجمات داعش ولجأت للقوش بحثا عن الأمان، وهو الأمر الذي يوضحه سعد يوحنا وهو راهب عراقي يعمل في دار للأيتام بالمنطقة.

وبني دير الرهبان هرمزد، المسمى على اسم مؤسسه، وهو مفتوح الآن للزوار والمصلين والرهبان ولكن ليس للإقامة. ويَعتبر السكان والمسيحيون في المنطقة بلدة القوش وأديرتها وكنائسها ملاذاً للعيش والعبادة في بلد يقولون إن وجود المسيحيين فيه باتَ مهدداً.

واتخذت بعض الأسر القادمة من المناطق المجاورة من القوش مُستقرا لها، إذ أصبحت قُراهم الآن تحت سيطرة فصائل شيعية.

وتروي ميسون حبيب وهي أم لسبعة أبناء كيف جاءت مع أسرتها من منطقة تلكيف المجاورة.

وأسرة ميسون من بين نحو مئة أسرة من المناطق المجاورة تأتي للصلاة في كنائس القوش وأحيانا في مذبح داخل دير الربان هرمزد الذي يرمز لصمود المسيحية في ظل هجمات داعش.

ومن بين 1.5 مليون مسيحي كانوا يعيشون في العراق قبل العام 2003، لم يتبقَ سوى الخُمسْ وفرَّ الباقون من العنف الطائفي أولا على يد تنظيم القاعدة ثم على يد تنظيم داعش الإرهابيين.

وسيحظى النازحون المتبقون على فرصة نادرة لتسليط الضوء على وجودهم في العراق، حينما يزور البابا فرنسيس البلاد هذا الأسبوع. وأقرب مكان من الدير سيصله البابا في جولته هو مجموعة من الكنائس التي أقدم تنظيم داعش على هدمها في الموصل.

قد يعجبك ايضا