درعا على صفيح ساخن.. تصفيات داخلية أم تمهيد لانفجار أكبر(خاص)

ما زالت الحكومة السورية الانتقالية، عاجزةً عن كسب تأييد كافة مكونات الشعب السوري، وما حوادث القتل الجماعي التي نفذها مقربون من الحكومة، والانتهاكات التي تحدُث تحت مُسمّى تصرفاتٍ فردية، والانفلات الأمني في العديد من المحافظات، إلا دليلٌ على هشاشة التأييد الذي تحظى به هذه الحكومة لدى السوريين.

محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث كانت مهدَ الحراك الشعبي الذي انطلق في ربيع عام 2011، باتت على موعدٍ جديد من التصعيد العسكري لكن من نوع آخر، إذ توجهت أرتالٌ تتبع لما يعرف بالأمن العام التابع للحكومة الانتقالية، لمواجهة عناصر من اللواء الثامن بقيادة أحمد العودة، الذي لم ينضم بعد لوزارة الدفاع في الحكومة الانتقالية.

التصعيد الأخير جاء عقب محاصرة عناصر اللواء الثامن لمقرات الأمن العام في بلدة بصرى الشام في الريف الشرقي لدرعا، ونشر قواعد صواريخ (تاو) على مداخل البلدة، فيما أكدت مصادر محلية، أن تحرك العودة يأتي ضمن حملة تصفيةٍ مستمرة، لخصومه الذين انضموا لقوات الدفاع السورية في الجنوب السوري.

ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فسروا تحرك العودة هذا بأنه انقلابٌ عسكري على وزارة الدفاع، بعد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها البلدة، بينما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادرَ محلية، أن عناصر اللواء الثامن يحاولون اعتقال أي شخصٍ انضم إلى وزارة الدفاع، وذلك في ظل حظر تجوالٍ وإطلاق نارٍ كثيف.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بإصابة 3 عناصر من وزارة الدفاع السورية، في هجومٍ لقواتٍ تتبع للواء الثامن في بصرى الشام، فيما ذكرت مصادر محلية أن الإصابات بين العناصر الثلاثة بالغة، بينهم قياديٌّ سابق في الفصائل المعارضة للنظام السوري السابق.

وسائل إعلامٍ مقربة من الحكومة الانتقالية نقلت روايةً أخرى مغايرةً تماماً للواقع، إذ ذكرت أن أرتالًا تتبع الأمن العام اشتبكت مع تجار مخدرات، كانوا يديرون عملية نقل شحنةٍ من المخدرات من السويداء نحو بصرى الشام، في خطوةٍ وصفها مراقبون بأنها سعي حكوميٌّ لزرع بذور الفتنة بين مكونات الشعب السوري.

هذه الأحداث، وما يدور في الجنوب السوري من اقتتال، ومن اقتحامات من قبل إسرائيل لعدة قرًى هناك، يبدو أنها لم تَثنِ رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، عن التوجه إلى تركيا رفقةَ عقيلته للمشاركة في مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي.

فهل ستكون أحداث درعا، القطرةَ التي ستفيض الكأس في سوريا، وتحدث تغيُّراً جوهرياً في البلاد كما فعلت قبل 14 عاماً، أم أن “العودة” افتعل ما افتعل من أجل الحصول على نفوذٍ أكبر في الجنوب السوري الملتهب.