دراسة حديثة: تلوث الهواء يعيق قدرة النحل على شم الزهور

لاحظ الباحثون، خلال دراساتٍ حديثة أُجريتْ في إنكلترا، أنَّ ملوثاتِ الهواء، أعاقت بشكلٍ كبير قُدرةَ النحل والحشرات الأخرى على شمِّ واكتشاف مكان الزهور.

وكشفت نتائجُ الدراسات، بعد مراقبةِ نشاط الحشرات حول نباتات الخردل الأسود المعرضة للملوثات، عن انخفاض ملحوظ في نشاط الحشرات في المناطق الملوثة، حيث شهدتِ النباتاتُ المحيطةُ بأنابيبَ تنبعث منها الملوثات زياراتِ حشراتٍ أقلَّ بنسبة تصل إلى سبعين في المئة بشكل عام.

وتسهم هذه الدراسة في مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أنَّ التلوثَ يُعطِّلُ انجذابَ الحشرات للنباتات، ما يؤدي إلى تفاقم الانحدار في أعدادها الناجم بالفعل عن المواد الكيميائية الزراعية، وتدمير مواطنها وتغيُّر المُناخ.

وتعد الملقحاتُ ضروريةً لتكاثر ما يقرب من خمسة وسبعين في المئة من النباتات المزهرة البرية وخمسة وثلاثين من المحاصيل الغذائية، حيث تنقل حبوب اللقاح اللازمة للتخصيب، وحتى نباتات الخردل الأسود، التي يمكنها التلقيحُ الذاتي، أظهرت انخفاضاً في التلقيح الناجح بنسبة أربعة عشر إلى إحدى وثلاثين في المئة بسبب الملوثات.

وقال الباحثون إنَّ الآلياتِ وراء هذه الاضطرابات ما زالت غيرَ مفهومة، إذ تشير الأبحاثُ إلى أنَّ التلوثَ قد يُغيِّر الروائحَ التي تَجذِبُ الحشراتِ إلى الزهور، أو يُضعِفُ القدراتِ الحسيَّةَ والإدراكيَّةَ للحشرات.

ويمكن للملوثات، مثل: الأوزون وأكاسيد النيتروجين أن تتسببَ في تدهور مركبات رائحة الزهور وتغيِّرَها ما يُغيِّرُ من جاذبيتها للحشرات، أو يُضعف القدراتِ الحسيَّةَ والإدراكيَّةَ للحشرات، بحسب الدراسة.