داعش ينتهج أسلوب حرب العصابات مع قرب القضاء عليه
حرب العصابات هي آخر التكتيكات التي يلجأ إليها إرهابيو تنظيم داعش المحاصرون في جيب صغير لا تتعدى مساحته نصف كليومتر مربع على الضفة الشرقية لنهر الفرات في سوريا.
لجوء التنظيم إلى هذا التكتيك الجديد، بعد أن أضحى مسألةَ وقتٍ الإعلانُ رسمياً عن القضاء عليه عسكرياً، لعله يُعطي تفسيراً مبكراً للمخاوف المثارة حول أن خطر التنظيم سيبقى قائماً حتى بعد أن يفقد آخر معقل لهم، عبر اللجوء إلى مثل هذه الأساليب العصاباتية بواسطة خلاياه النائمة.
أمر يرى البعض أنه في غاية الخطورة، ويستوجب اتخاذ الخطوات العملية الضرورية، لمواجهة كافة أشكال التهديدات التي قد يشكلها التنظيم مستقبلاً، وهو ما لم يفُت الإشارة إليه في آخر تصريح أدلى به مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية، حيث أكد من خلاله أن إنهاء الوجود العسكري لداعش لا يعني أبداً القضاء عليه.
المسؤول نفسه ذكر أن التنظيم الإرهابي ومنذ اعتماده أسلوب حرب العصابات كثّف من هجماته عن آخر جبهة، ومن بينها هجومان قبل ثلاثة أيام في قرية ذيبان الواقعة على بعد تسعين كيلومتراً شمالي الباغوز التي كانت آخر قرية يُطرد منها عناصر التنظيم شرق الفرات.
ومع تضييق الخناق على إرهابيي داعش، ولجوء الأخير إلى تغيير أساليبه وتكتيكاته في شن الهجمات، التي تؤكد قوات سوريا الديمقراطية أنها قادرة على التعامل معها بالشكل المطلوب في الوقت الحالي، فإن آخر عقبة تعترض تلك القوات وتؤخّر القضاء على التنظيم في جيبه الأخير، هو وجود حوالي ألفين من المدنيين الذين لا يزالون في قبضة التنظيم الذي يمنعهم من الفرار ويستخدمهم كدروع بشرية في تنقلاته وتحركاته.
حماية أرواح المدنيين هي منذ البداية أولوية لدى قوات سوريا الديمقراطية، والحفاظ على حياتهم كثيراً ما كان السبب في تأخير تقدمها في معظم المعارك التي خاضتها ضد التنظيم الإرهابي، ورغم إعلانها في وقت سابق إبداء أعلى درجات الحرص لحماية وتحرير من تبقى من المدنيين في آخر جيب للتنظيم، فإن تنامي القلق على مصير المتبقين منهم، وسط مخاوف من لجوء داعش إلى الانتقام، دفع كذلك بالأمم المتحدة إلى إطلاق مناشدة لقسد باتخاذ تدابير احترازية لحمايتهم.