من دون أي مقدمات، أطل تنظيم داعش الإرهابي برأسه من العاصمة السورية دمشق، مستغلاً فيما يبدو حالة الفوضى والفلتان الأمني الذي تشهده مناطق متفرقة من سوريا، ليزيد بذلك مع غموض المشهد في سوريا ويعمق المخاوف حول مستقبل البلاد.
مؤخراً أعلن جهاز الاستخبارات العامة التابع للإدارة السورية المؤقتة إحباط محاولة تفجير لتنظيم داعش استهدفت مقام السيدة زينب في محيط دمشق، مشيراً لاعتقال المتورطين بالتخطيط لتنفيذ الهجوم وضبط كميات من الأسلحة والمتفجرات كانت بحوزتهم.
حدث أعاد للأذهان مسألة الملف الأمني في سوريا، والذي يعد أولوية لأية حكومة، إذ يحتاج السوريون إلى العيش بأمان واستقرار بعد سنوات طويلة من الحرب وأزماتها، مما يستدعي قرارات جادة من الإدارة المؤقتة، سيما في يتعلق بإنهاء المظاهر المسلحة وحصر كافة الأسلحة المنتشرة بيد وزارة الدفاع والجيش، بالإضافة لمنع أي تهديد محتمل يستهدف السلم الأهلي.
مراقبون للشأن السوري، عبروا عن مخاوفهم من تدخل أطراف خارجية في تحريك خلايا داعش واستخدامها في عمليات إرهابية بهدف إشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري، إضافة لاحتمالية العمل على استغلال أي خلافات بين مختلف الفصائل المسلحة والعناصر الأجنبية لزيادة الفوضى في البلاد.
وتيرة حركة “داعش” ارتفعت بعد سقوط نظام بشار الأسد.. استغل التنظيم حالة الفراغ والفوضى، واستولى على كمية كبيرة من الأسلحة.
صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت في تقرير لها أنّ سقوط النظام السوري مثل فرصة جديدة لعودة تنامي قدرات وتأثير داعش في سوريا، محذرة من أن تصبح سوريا أرضاً خصبة لجيل جديد من الإرهابيين، على حد تعبيرها.
بدورهم اعتبر باحثون في شؤون التنظيمات والجماعات الإرهابية، أن الوضع الأمني المتردي في سوريا وضعف الأجهزة الأمنية والعسكرية المشكلة حديثاً من جهة خبرات العمل المؤسساتي وإعداد العناصر، وزيادة الأعمال الانتقامية مؤخراً، عزز من قدرة داعش على شن عمليات إرهابية، من شأنها أن تهدد السلم الأهلي في البلاد.
وفي أعقاب سقوط النظام السوري أواخر العام الفائت، أظهرت مقاطع مصورة مسلحين يحملون شعارات لتنظيم داعش الإرهابي في مناطق عدة من سوريا، بما فيها الساحل السوري وشمالي البلاد.