خلاف بين واشنطن وموسكو في مجلس الأمن حول مهمة خبراء الأسلحة الكيميائية في سوريا
اتجهت الولايات المتحدة وروسيا أمس (الأربعاء) إلى مواجهة في مجلس الأمن الدولي حول تمديد مهمة لجنة التحقيق المكلفة تحديد مسؤولية الهجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث تريد موسكو ربط ذلك بتقرير اللجنة المقبل خلافاً لرأي واشنطن ولندن وباريس.
ولجنة التحقيق المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يفترض أن تقدّم تقريرها في 26 تشرين الأول/أكتوبر لتحديد الطرف المسؤول عن الهجوم بغاز السارين في خان شيخون قبل أسابيع من انتهاء ولايتها.
لكن روسيا قالت إنها تريد درس التقرير حول خان شيخون قبل أن تقرر ما إذا كانت ستؤيد دعم تمديد مهمة اللجنة سنة إضافية.
وسعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إلى دفع مجلس الأمن للتصويت على تمديد مهمة اللجنة المعروفة بآلية التحقيق المشتركة قبل صدور التقرير.
وقالت هايلي، “لقد أوضح الروس أنه في حال ألقى التقرير المسؤولية على السوريين فإنهم لن يضعوا ثقتهم باللجنة. أما إذا لم يوجه التقرير اللوم للسوريين، فإنهم سيوافقون على التمديد”.
وأضافت “الأمور لا يمكن أن تسير على هذا النحو”. وستطرح الولايات المتحدة مشروع قرار الأربعاء، حول تمديد مهمة اللجنة وستسعى لعرضه على التصويت في مجلس الأمن “في أسرع وقت ممكن”.
ويمكن أن تقرر روسيا استخدام حق النقض لوقف مشروع القرار، وبالتالي إغلاق التحقيق في هجمات الغاز الدامية في سوريا.
وساند الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس التحرّك الأمريكي لمواصلة التحقيق قائلاً للصحافيين “إن اللجنة تشكل “أداةً مهمة جداً” مؤكداً دعمه لها.
وسبق ان اتهمت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالوقوف وراء الهجوم في 4 نيسان/أبريل في خان شيخون في محافظة إدلب.
وقتل 87 شخصاً بينهم أكثر من 30 طفلاً في الهجوم الذي أثار موجة استنكار عالمية بسبب استخدام غاز السارين.
وخلال اجتماع الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة، قال ميخائيل أوليانوف، المسؤول في وزارة الخارجية الروسية، إن غاز السارين الذي عُثر عليه في خان شيخون لم يكن سببه غارة شنها سلاح الجو السوري بل على الأرجح بسبب تفجير إرهابيين قنبلة.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية عرضت تقريراً في وقت سابق هذه السنة أكدت فيه أن غاز السارين استخدم في خان شيخون لكن بدون تحديد الطرف المسؤول تاركة ذلك للجنة المشتركة.