خان شيخون أضحت “مدينة أشباح” جراء تصاعد العنف
القصف والخروقات أمرٌ يتكرر بشكل يومي، في جميع مناطق محافظة إدلب، ولم تسلم منه أية قرية أو مدينة، حتى تلك التي من المفترض أنها تقع ضمن المنطقة منزوعة السلاح، التي تم التوصل إليها بموجب ما بات يُعرف باتفاق بوتين ـ أردوغان.
لكن لبعض مناطق المحافظة نصيب أوفر من العنف هذه الأيام، كمدينة خان شيخون الواقعة جنوبي إدلب. فهذه المدينة التي كان يقطنها يوماً زهاء 50 ألف نسمة، تحولت اليوم إلى مدينة أشباح شبه خالية من السكان.
تصعيدٌ بريٌ وجويٌ عنيفٌ ضد المدينة، تقوم به قوات النظام السوري، منذ التاسع من فبراير شباط الجاري، تزايدت وتيرته بصورة ملحوظة عقب الاجتماع الثلاثي الذي جمع بوتين وأردوغان وروحاني في سوتشي في الرابع عشر من الشهر الجاري.
البداية كانت بمجزرة حيث أدى القصف البري والجوي المكثف إلى مقتل خمسة وأربعين مدنياً بينهم خمسة عشر طفلاً وخمس عشرة مواطنة.
ومنذ تلك اللحظة لم يتوقف القصف الصاروخي والمدفعي المكثف، فمئات القذائف انهالت على خان شيخون، موقعة خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وحتى الساعات الأخيرة أيضاً تعرضت المدينة لعمليات قصف عنيف، حيث انهال عليها أكثر من تسعين صاروخاً، مسببة سقوط ضحايا في صفوف من تبقى من المدنيين، ووقوع أضرار مادية كبيرة.
ليس هذا فحسب، بل إن القصف أشاع حالة من الذعر الكبير بين السكان، ما أجبر أكثر من ثلاثين ألف شخص على النزوح، وباتت المدينة خالية إلا من بعض الشبان الذين رفضوا الخروج لحراسة ممتلكات الناس والحفاظ عليها من عمليات السلب والنهب، التي باتت أعمالاً دارجة في عموم المحافظة جراء حالة الفلتان الأمني الذي تعيشه.
مدينة خان شيخون، هي واحدة من المدن السورية التي كان لها نصيب كبير من الخراب والدمار، طيلة سنوات الحرب. فمن حملة القمع التي تعرضت لها مع بدايات الأزمة، إلى تعرضها للقصف بالقنابل العنقودية والفسفورية، ولاحقاً مجزرة الكيماوي التي راح ضحيتها المئات بين قتلى وجرحى، إلى هذا اليوم الذي حولها فيه العنف المتصاعد إلى مدينة باتت تُكنى وبجدارة بأنها مدينة أشباح.