حملات النظام بدير الزور في عام 2011
بدأ اليوم الأول لحركة الاحتجاجات بدير الزور في 18 مارس2011 وقد تم الاتفاق بين الشباب المحتجين على أن تنطلق المظاهرة من الملعب البلدي لأنه المكان الأكثر أمناً والأسهل في الاجتماع، فخرج المتظاهرون بعد أن تم اجتماعهم في الملعب البلدي، كان موعد مباراة للفتوة وتشرين بدأت الهتافات لإسقاط النظام وهي أول هتافات في الثورة لإسقاط النظام.
وفي 22-4-2011 خرجت مظاهرة حاشدة في ساحة الحصان وقُدّر عدد المتظاهرين بحوالي 5000 متظاهر حيث قام المتظاهرون بإزلة تمثال باسل الأسد وشنَّت قوات الأمن حملات اعتقالات ضد الناشطين فيها في أواخر شهر أبريل.
في 29 مايو، قُتلَ متظاهر جديد خلال تفريق مظاهرة مسائية في المدينة، وبذلك ارتفعَ إجمالي قتلى شهري أبريل ومايو إلى 9 أشخاص، وبعدها بيومين جرت حملة اعتقالات في المدينة، وقامت قوَّات الأمن بإزالة تمثال لحافظ الأسد من المدينة خشية تحطيمه، بعدَ أن حاول المتظاهرون عدة مرات الوصول إليه خلال شهر يونيو.
وبحلول أواخر شهر يوليو وفي ظلِّ غيابٍ أمنيٍّ غريب من نوعه تصاعدت الاحتجاجات في مدينة دير الزور لتصل مستويات غير مسبوقة، حيث بلغَ عدد المتظاهرين في ساحاتها المختلفة، حسبَ المرصد السوري لحقوق الإنسان، أكثر من 300,000 شخص.
حملة تموز
في يوم الخميس 28 يوليو من العام 2011 بدأت قوات الأمن عمليَّات واسعة بمدينة دير الزور، إذ اقتحم “حيّ الحويقة” وأطلق النار فيه عشوائياً، وتبعَ هذه الأحداث انشقاق ضخمٌ في صُفوف الجيش، طالَ كتيبة كاملة منه هيَ الكتيبة السابعة في لواء 137 مدرعات، واشتبكت الكتيبة المُنشقة معَ قوات الأمن العسكري، مما انتهى، بحسب بعض الأنباء، بمقتل محافظ دير الزور الجديد ورئيس الأمن العسكري فيها.
في يوم الأحد 31 يوليو وكجزء من حملة عسكرية ضخمة تركَّز أغلبها على حماة، بدأ الجيش السوري قصفاً عنيفاً على حي الجورة بدير الزور مستخدماً الدبابات والأسلحة الثقيلة، وقد أوقع القصف ما لا يَقل عن 19 قتيلاً و50 جريحاً. ودفعت هذه الأحداث الأهالي إلى تشكيل لجان محليَّة لإغلاق الطرقات ومنع قوات الجيش من الدخول إليها، كما أن الحملة تسبَّبت بانشقاق 57 عسكرياً بحلول ذلك الوقت.
حملة آب
بعدَ قصف المدينة في الأيام السابقة، اقتحمها الجيش من جهة “حي الجورة” في الإثنين 1 أغسطس بالدبابات والمدرعات، وأدى إطلاق النار في الحي إلى سُقوط قتيل على الأقل. وبحلول يوم الأربعاء 3 أغسطس، بلغ عدد الآليات التي تحاصر دير الزور نحو 200 دبابة وآلية عسكرية، وعلى الرُّغم من ذلك فقد شهدت المدينة مظاهرة حاشدة، وقد تجدَّدَ القصف على المدينة في 4 و5 أغسطس كجزء من الحملة، مع استمرار حصارها وتطويق مداخلها من قِبل قوات الجيش والدبابات، وإثر هذه العمليات العسكرية، نزحَ الآلاف من سكان المدينة نحو المناطق المجاورة.
في يوم الأحد 7 أغسطس اجتاح الجيش المدينة أخيراً بعدَ أن كان مكتفياً بحصارها وقصفها لمدة أسبوع، وتركزت عمليَّاته على حيي الحويقة والجورة، وتسبَّب الاجتياح والقصف بسُقوط أكثر من 65 قتيلاً في مختلف أنحاء المدينة في ذلك اليوم.
كما اقتُحمت المدينة بالدبابات صباح يوم 8 أغسطس، على الرٌّغم من أن السلطات نفت حدوث ذلك، وقالت أن المدينة لم تدخلها دبابة واحدة، وقد كان 9 أغسطس بدوره يوماً دامياً، حيث سقط 17 قتيلاً و50 جريحاً في المدينة جرَّاء عمليات الجيش، كما شهد يوم الأربعاء 10 أغسطس إطلاق نار في حيي الجبيلة والموظفين، الذين جابتهما دوريَّات الأمن والجيش ودبابتهما وآلياتهما، وحاصرت الدبابات حي المطار بدوره، وشهدت أيضاً ساحة الحرية انتشاراً أمنياً كبيراً.
منذ صباح يوم الخميس 11 أغسطس هدأ إطلاق النار في أنحاء المدينة، واستتبت سيطرة الجيش فيها دون مقاومة مسلحة حتى من طرف الجيش الحر، وإثر ذلك بدأت قوات الأمن بشن حملات الاعتقالات العشوائية فيها، وعلى الرغم من ذلك، فإن المُظاهرة المطالِبة بإسقاط النظام لم تتوقف عن الخروج في مدينة دير الزور، وقد جاء إعلان انسحاب الجيش من المدينة في 18 أغسطس، على الرغم من أن المعارضة قالت أن الجيش لم يَنسحب فعلياً.
باقي فترة الاحتجاجات
في 28 أغسطس أطلق الجيش حملة عسكرية واسعة في ريف دير الزور، شملت اجتياحاً بحوالي 150 آلية عسكرية لقرى عياش والخريطة والحوايج، وشنت حملات اعتقالات جماعية استهدفت العشرات، كما حدثت حملات اعتقالات بدير الزور نفسها في 3 أكتوبر بشارعي التكايا والنهرين.
في 15 أكتوبر اُغتيل المعارض والناشط البارز “زياد العبيدي” بعد أن اقتحم مسلحون منزله في دير الزور وأطلقوا عليه النار، وشيَّعه في اليوم التالي 7 آلاف شخص في المدينة وهتفوا ضد النظام، وفتحت قوات الأمن عليهم النار جرَّاء ذلك.
في يوم الخميس 10 نوفمبر شنَّ مقاتلون من فصائل المعارضة هجوماً على “حاجز المريعية” في دير الزور، وتمكنوا من قتل جندي وضابط برتبة ملازم أول وجرح 5 جنود آخرين، كما دارت اشتباكات مشابهة في يوم الجمعة 25 نوفمبر أدت إلى مقتل ما لا يَقل عن 10 جنود تابعين للنظام وإصابة العشرات، بالإضافة إلى إصابة ثلاثة من مقاتلي الجيش الحر، في 16 ديسمبر أدَّى تخريب سكة قطار في دير الزور إلى انحراف عرباته عن السكة، غير أنه لم تقع أضراراً بشرية أو مادية.