حلول الذكرى الثامنة لتحرير الطبقة على يد قوات سوريا الديمقراطية من الإرهاب (خاص)
خلال السنوات الأولى من استمرار الأزمة السورية، وبعد أن أخذ مشهدُها الأمني طابعَ التعقيد والفوضى في الكثير من المناطق، تحوّل جزءٌ كبير من الجغرافيا السورية، إلى سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، الذي بسط سيطرته بدايةً على مناطقَ واسعةٍ من العراق، ليعبَر الحدود السورية، ويسيطرَ على البادية السورية، ويطلق منها هجماته الإرهابية على مناطق دير الزور والطبقة والرقة، ويسيطرَ عليها بشكلٍ كامل.
من هناك حاول التنظيم الإرهابي فتحَ شريان الحياة إلى مناطق نفوذه، عبر الوصول إلى المناطق السورية الحدودية مع تركيا، في تل أبيض وجرابلس، ليُمده النظام التركي بالدعم العسكري واللوجستي بشكلٍ مباشر.
وبالموازاة مع هجمات تنظيم داعش الإرهابي، أخذت مناطقُ الجزيرة وكوباني وعفرين في شمال وشمال شرق سوريا، التي انسحبت منها قواتُ نظام الأسد بشكلٍ كبير، تاركةً إياها دون حمايةٍ أمنية، أخذت قرارَ إدارة مناطقها واتخذ شبابها وشاباتها من الكرد بدايةَ قرار الحماية الذاتية، وإنشاءَ قواتِ حمايةٍ خاصةٍ بهم في مناطقهم.
في 2014 أصبحت منطقةُ إدارة كوباني الذاتية، محطَّ أطماع التنظيم الإرهابي بسبب موقعها الاستراتيجي، وتعرض أهالي المنطقة للتهديد، لكن أحداً منها لم يبارح مكانه، متخذين قرارَ المقاومة حتى الرمق الأخير، وبعد انتصار مقاومة كوباني، اتخذت العديدُ من الفصائل المسلحة المعارضة، قرارَ الشراكة مع وحدات الحماية الذاتية، مشكلةً في 2015 قوةً عسكرية، تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، التي حظيت بدعم التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، لاتخاذها قرارَ تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من إرهاب داعش.
كانت وجهةُ قسد بعد كوباني تحرير منبجَ وسد تشرين، بإطلاقها حملةً تحت اسم “غضب الفرات”، وبعد أن حققت النصرَ في عام 2016، توجهت نحو الطبقة لتحريرها والاستعداد للوصول إلى تخوم الرقة، التي اتخذها التنظيم الإرهابي عاصمةً لدولة خلافته المزعومة.
انطلقت حملةُ تحرير الطبقة، التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترًا غربي مدينة الرقة على امتداد نهر الفرات، في النصف الثاني من شهر آذار مارس عام 2017، واستطاعت قسد تحريرَ مساحاتٍ واسعةٍ من الأراضي، بفضل تعاضد المقاتلين الكرد والعرب والتركمان والسريان، جنباً إلى جنب تحت راية قسد لأسابيعَ متواصلة، لمعت خلالها أسماءُ المقاتلات الكرديات، المنضويات في وحدات حماية المرأة، التي تشكل إلى الآن فرعاً أساسياً داخل قوات سوريا الديمقراطية.
قدمت قوات سوريا الديمقراطية خلال عملية تحرير الطبقة، حياةَ خيرة مقاتليها، من أجل تسجيل الانتصار في معركتها، ضد تنظيم داعش الإرهابي، بتاريخ العاشر من مايو/ أيار عام 2017، والاستعداد للتوجه بعد ذلك نحو تحرير الرقة.