حلب في عين السلطان العثماني، وسوريا إلى مزيد من الاحتلال
يبدو أن الذرائع التركية في احتلال أراضٍ سورية لم تعد تؤتي أُكلها، في التغطية على مآربها العثمانية، فبمجردِ أن ضمن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، البقاء في منصب الرئاسة التركية، ماكان منه إلا أن يكشف عن هذه المآربِ في أولِ خطابٍ تحدث به إلى مناصريه بعد الانتخابات، فقال متذرعاً بإعادة اللاجئين السوريين، إن تركيا ستواصل ” التقدم في الأراضي السورية”، في إشارة إلى نيته احتلال مزيدٍ من الأراضي السورية.
“هناك من ينتظر عودتنا منذ 100 عام”، جملة لطالما رددها أردوغان في إشارة إلى حلم السلطنة الذي ترجمته حكومته في عدة مناطق سورية احتلتها شمالي البلاد، بإنشاء مؤسسات حكومية على نمطها وخاضعة لها، من سلطات محلية ومحاكم وخدمات بريدية، ومراكز تعليمية، وبدأت الدالات تظهر باللغة التركية على الطرق، كما إن وكالات الأنباء ووسائل الإعلام التركية الناطقة بالعربية، تطلق أسماء تركية على مدن وقرى سورية، فعلى سبيل المثال، يطلق على جبل التركمان في ريف اللاذقية اسم “بايربوجاق”، ويطلق اسم “جوبان باي” على بلدة الراعي.
المشروع العثماني بدأ بجرابلس ثم الراعي ثم الباب وعفرين وتل رفعت ومخططات بشأن منبج وتلويح بالتمدد لمناطق أخرى، وصولاً إلى الهدف الأثمن والذي يعد مفتاح السيطرة والتحكم ببقية المناطق، إنها حلب التي كانت تعد ثالث أهم مدينة في الإمبراطورية العثمانية بعد الأستانة والقاهرة، فقيام نشطاء أتراك برفع صورة لخريطة جديدة تضم إلى تركيا مناطق من شمال سوريا، وخاصة محافظة حلب، إلى جانب مناطق شمال العراق، وبحسب خبراء، ماهو إلا تعبيرٌ عن “الطموحات الاستعمارية” لأنقرة، التي تريد إعادة احتلالها للأراضي التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية، وبالسيطرة على حلب، وربطها من جديد بميناء الاسكندرونة المحتل سابقاً، تكتملُ لدى الأتراك مع تنفيذ تمدد المشروع داخل الأراضي العراقية، خارطة اقتصادية تصل هذه المناطق بالبحر، وتشبع حنين العثمانيين الجدد باستعادة أمجاد السلطنة البائدة.