حكومة أردوغان الجديدة بين الموقف من الكرد والعلاقة مع الغرب
يبدو أنّ رئيس النظام التركي رجب أردوغان، قد اتَّعظ من صفعةِ نتائجِ الدورةِ الأولى للانتخابات الرئاسية، عندما فشل في الحصول على نسبة واحدٍ وخمسين في المئة، التي كانت ستمكّنه من حسم السباق الرئاسي لصالحه في تلك الجولة، وعدم الانتظار أيّاماً ثقيلة ملؤها الشكُّ والقلق قبل صدور نتائج الجولة الثانية التي أعادته رئيساً لخمس سنواتٍ أخرى.
فأردوغان أقصى أبرز أركان نظامِهِ من تشكيلة الحكومة الجديدة، رغم العلاقة القوية التي كانت تربطه بهم، مثل وزير الدفاع خلوصي أكار، والداخلية سليمان صويلو، وآخرين جرى استبدالهم بشخصياتٍ تبدو قريبةً من الولايات المتحدة وبريطانيا، وليسوا من أعضاء الحزب الحاكم.
التعيينات الجديدة تُظهر أنّ أردوغان يريد لحكومته الجديدة أن تكون قريبةً من الولايات المتحدة وبريطانيا سياسياً واقتصادياً، لكن مراقبين قلّلوا من شأن هذه الخطوة، في ظل ارتماء أنقرة أكثرَ فأكثر في الحضن الروسي، ومواصلتها النهج المهدِّد لوحدة حلف شمال الأطلسي الناتو.
ومن نظرة قريبة للأشخاص المعينين بالحكومة الجديدة، فإنّ الآراء والتوقّعات حول مستقبل النظام تتمحور حول اتجاهَين، إما محاولة إصلاح العلاقات مع الكرد من خلال الحوار، أو الذهاب نحو مزيدٍ من التصعيد السياسي والقمع ضدهم، والخيار الأخير رجَّحه كثيرٌ من المراقبين، استناداً إلى التعيينات التي أجراها أردوغان في المناصب الأمنية والعسكرية، والتي يُعرَف مسؤولوها بمعاداة الكرد، ولهم تاريخٌ من الجرائم والانتهاكات ضدهم.
وأبرز مثالَين على هؤلاء المسؤولين هما وزير الداخلية الجديد علي يرليكايا، الذي شغل سابقاً منصب حاكم شرناخ، مركز الحرب ضد الكرد، ووزير الدفاع يشار غولر، الذي قاد الهجمات لاحتلال المناطق السورية التي يقطنها الكرد منذ عام ألفين وثمانية عشر، وشارك في حملات الجيش ضد المناطق الكردية في تركيا.