حزب العمال الكردستاني يعلن حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع تركيا
في خطوة تاريخية تحمل دلالاتٍ سياسيةً واسعة أعلن حزب العمال الكردستاني رسمياً حلَّ نفسه وإنهاءَ الصراع المسلح، ممهِّداً الطريق أمام مرحلة جديدة من النضال السياسي السلمي والتغييرِ الديمقراطي.
وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الثاني عشر للحزب، الذي انعقد بين الخامسِ والسابعِ من أيار الجاري، أنّ هذا القرارَ التاريخي جاء استجابةً لمبادرةٍ أطلقها قائدُ الحزب عبد الله أوجلان أواخرَ شباط الماضي، والتي دعتْ إلى التحول من العمل العسكري إلى نهج ديمقراطي سلمي، يقوم على الحوار والمشاركة السياسية.
وأوضح البيانُ أنّ الحزبَ، الذي تأسس في ظل سياساتِ الإنكار والتهميشِ في حق الكرد، “أكمل مهمتَه التاريخية” بعد أنْ “كسر جدارَ الصمت حول القضية الكردية، وأوصلها إلى أعتاب الحلِّ من خلال السياسة الديمقراطية”.
البيان أضاف أيضاً أنّ المرحلة المقبلة تتطلب أدواتٍ جديدةً لتحقيق المطالبِ السياسية والاجتماعية، مؤكداً السعيَ للمساهمة في بناء مستقبل ديمقراطي قائمٍ على المواطنة المتساوية والتعددية.
وشدّدَ الحزب على أنّ جميع الأنشطة المرتبطة به ستتوقف بالكامل، وأن الجهود ستُوجَّه نحو تعزيز قيمِ الديمقراطية والمشاركة المجتمعية، مع التركيز على تمكين الفئاتِ المختلفة، وعلى رأسها الشبابُ والمرأة، ضمن إطارٍ قانوني وسلمي.
كما دعا البيانُ جميعَ القُوى السياسية في تركيا إلى التفاعل الإيجابي مع هذا التحول، والانخراطِ في حوارٍ شامل من شأنه تعزيزُ الاستقرار والسلمِ الأهلي، والتأسيسُ لمرحلةٍ جديدة من التفاهم القائمِ على الاحترام المتبادل.