حزب التحرير الإسلامي النسخة الجديدة من التنظيمات المتشددة في إدلب

هيئة تحرير الشام .. جبهة فتح الشام .. حكومة الإنقاذ والإدارة المدنية التابعة لها .. حركة نور الدين الزنكي .. أحرار الشام.. جيش سوريا الموحد … تعددت الأسماء والعناوين في إدلب والمعنى واحد .. باختصار يمكن أن يختزل كل ذلك باسم واحد .. هو النصرة
تعقيدات المشهد تزدادُ يوماً بعد يوم إلا أن الخطوطَ العريضة هناك تبقى واضحة، وإن شابها بعضُ الضبابية هناك في إدلب أهلُ الحلّ والعقد هم النصرة، ومن هو خلفهم ومن يكون ذاك غيرَ الحكومةِ التركية التي باتت تُمسك بكلِّ زمامِ الأمور وقد أوكلت إدارتها لحليفها الجولاني ونصرته
لا علمٌ يرفعُ في إدلب إلا راياتُ النصرة أو من تَقاطع معها أيديولوجياً وانتهج نهجها ذاتهُ وقدَّم كما قدَّمَ أبرزُ قاداتها من هناك شمالاً حيثُ تركيا
قلب المدينة وفي وضحِ النهار شهدَ تجمعاً حمل لافتاتٍ تضمنت عباراتٍ تدعو إلى عودة عهدِ الخلافة التي يرى رافعوها أن آخرَ صفحاتها كانت عثمانية، الأمرُ الذي يدلُّ بدونِ شك على من يقفُ وراءَ هذا الذي حصل ولم يغب عن مشهدِ التجمهر، تلكَ الراياتُ السود التي ماتغيرت منذُ عهد داعش والنصرة، مما يدلُ على أن نسخةً جديدة عنهما يجري التحضيرُ لها
حزب التحرير الإسلامي هو أحدث نسخِ الجماعات الإرهابية التي ظهرت في إدلب وهو جماعةٌ متشددة تدعوا أدبياتها إلى إحياءِ فكرة الخلافةِ وانقسامِ العالم إلى دارين .. دار الإسلام ودار الكفر
هذا الحزب ظهرَ ابتدأ في العام ألفٍ وتسعمئة وثلاثة وخمسين وأميره الحالي هو عطاء بن خليل أبوالرشتة، الذي تولى الإمارة عام 2003 ولا يُعرف الكثير من قياداتِ الحزب بسببِ انتهاجهِ سريةَ التنظيم.
تتبعُ خيوط شبكة هذا التنظيم يقود إلى تفرعاتٍ له في بلدانِ دول آسيا الوسطى بشكلٍ مركزي وهي دول تركستان وتركمستان والشيشان وأوزبكستان وفي هذه الأخيرة يعدُّ هذا التنظيم محظوراً وتَعرَّضَ العديد من كوادرهِ للقتلِ والسجن وإذا ما ربطت هذه التفرعاتِ بعينِ الشبكة والتي تجد مقرها في تركيا فإن ذلك سيقدمُ تفسيراً منطقياً عن الطريقةِ التي وصلت فيها أعدادٌ كبيرة من الإرهابيين وأبرز قياداتهم إلى سوريا

إدلب التي أضحت اليوم قندهار سوريا بامتياز بعد أن فتحت تركيا أبوابها مشرَّعةً واستجلبت من أركان الدنيا الأربع قطعان الإرهاب ليُعيثوا فساداً وقتلاً في أرض سوريا وشعبها دون أن يرفَّ لحكامِ تركيا طرفٌ عن كل ما جرى ويجري فالمهمُّ عندهم هو تحقيقُ مطامعهم التوسعية في استعادةِ أمجادِ الدولة العثمانية الغابرة