حركة حماس الفلسطينية تندد بإدانة أردوغان للهجمات الأخيرة في إسرائيل
هي المصالح لا شيءَ غيرها، ما تسببت بالشقاق بعد طوال وِفاق، بين الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، والنظام التركي الذي طالما تاجر بقضية فلسطين في المحافل الدولية والخطب الشعبوية، لانتزاع المكاسب من الدول العربية، واستعطاف مشاعر المسلمين المؤيدين للقضية.
فبعد إدانة رئيس النظام التركي رجب أردوغان للهجمات الفلسطينية في إسرائيل، ووصفه إيّاها بالإرهابية الشنيعة، أدانت سفارة أنقرة في تل أبيب الهجمات الأخيرة أيضاً، معربةً عن قلقها إزاءَ زيادةِ تلك الهجمات، وتعازيها لحكومة إسرائيل وشعبها.
إدانات كشفت عن نهاية الودِّ المفترض بين أنقرة وحماس، التي ندَّدت أيضاً بإدانة النظام التركي والبحرين للهجوم الذي استهدف إسرائيليين الخميس الماضي في تل أبيب، وقالت إنّ المقاومة من قبل الفلسطينيين مكفولةٌ بكل القوانين الدولية، وكان من الأجدى أن تكون هذه الدول منسجمةً مع مواقفِ شعوبها الداعمة لفلسطين وشعبها ومقاومتها، مطالبةً إيّاها بالتراجع عن إداناتها والاعتذار للفلسطينيين.
لكنْ أنّا لأردوغان التراجع عمّا صدر منه، وهو قد قرن إدانته تلك بما يتلقّفه في كل مناسبة ممثالة، حيث صرّح في حديثه مع نظيره الإسرائيلي، بأن التضافر المزمع إنشاؤه خاصّةً في مجال الطاقة، يُعدّ مصلحة مشتركة للطرفين، معرباً عن رغبته في الحفاظ على الزخم الذي اكتسبته العلاقات الثنائية خلال زيارة هرتسوغ الذي استقبل بحفاوةٍ قلَّ نظيرها في تركيا قبل شهر.
أما استدارة أردوغان بهذه الزاوية المنفرجة فليست مستغربةً كما يقول مراقبون، من رجلٍ فضّل المصالح على دماء الأتراك أنفسِهم قبل الفلسطينيين، عندما غضَّ الطرف عن مقتل عشرة أتراكٍ برصاص إسرائيل عام ألفين وعشرة، مقابل توسيع التبادل والتعاون التجاري والأمني، الذي ازداد رغم الانقطاع المزعوم للود الدبلوماسي بين أنقرةَ وتل أبيب.
استدارةٌ قالوا إنّها بدت أكثرَ زخماً من قِبل النظام التركي تجاه كلٍّ من مصر والسعودية والإمارات، رغم عدم حماسةِ حكوماتِ هذه الدول إليها، لعلمها أن مالها وتجارتها وثرواتها، هو ما يحتاجه أردوغان الغارق في مستنقع التضخّم والديون، فكيف لا يكون تخليه عن حماس أبخس الأثمان مقابل ذلك؟