حركة الزنكي “اعتدالٌ” بدم طفل حلبي
نور الدين الزنكي فصيلٌ من الفصائل الإسلامية المتطرّفة في حلب وريفها، تركية الهوى والتمويل، متقلبة في علاقاتها مع الفصائل الأخرى، دخلت بالعديد من التحالفات، وانسحبت منها، واستقرت مؤخّراً على علاقةٍ طيبة مع الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة “جبهة النصرة”.
تشكّلت حركة نور الدين الزنكي أواخر 2011 شمال غرب حلب في قرية الشيخ سليمان، من قبل توفيق شهاب الدين “المعروف بميوله التكفيرية”، تنشط في مناطق (قبتان الجبل – المنصورة- حوّر)، تغيّر اسمها إلى حركة نور الدين الزنكي بعد اندماجها مع “حركة الظاهر بيبرس ولواء حلب المدينة”، وتضم بين صفوفها بضع مئات العناصر المسلّحة.
عرفت بتبعيتها لتركيا ودارت باتّجاه عقارب الساعة التركية، حيث انضمّت إلى كل فصيلٍ مسلّح أرادت تركيا تمويله وتسليحه، لذا عُرفت بتقلّبها الشديد في علاقاتها مع الجماعات الأخرى, ويتّضح من خلال كثرة الأحلاف التي شاركت فيها، ثم ما لبثت أن عادت وانسحبت منها، حيث انضمّت إلى لواء التوحيد في تموز 2012، ثم انسحبت منه مع نهاية العام، وعادت وانضمّت إلى “تجمّع ألوية فاستقم كما أُمرت”، وهنا أضافت كلمة “الإسلامية” لتصبح “كتائب نور الدين زنكي الإسلامية”، ثمّ انسحبت من التجمّع في حزيران 2013، كما انضمّت الحركة إلى ما يسمّى بـ”جيش المجاهدين” عام 2014 وانسحبت منه أيضاً بعد فترة واستقر به المطاف أن شكّل مع جبهة فتح الشام “جبهة النصرة” ولواء الحق وأنصار السنّة ما يسمّى بهيئة تحرير الشام.
تتلقّى الحركة دعماً وافراً من غرفة عمليات “موك” التي تديرها الولايات المتحدة من الأردن، وتُعتبر من الجماعات التي تسعى الإدارة الأمريكية الى تسويقها “بالفصائل المعتدلة” في المؤتمرات الدولية بتزكيةٍ تركية، كما أنها من أوائل الفصائل المسلّحة حصولاً على السلاح، وتحديداً صواريخ (بي جي إم ـ 71 تاو) المضادة للدبابات، ما جعلها الأكثر تسليحاً في مدينة حلب.
وأبرز قيادات الزنكي توفيق شهاب الدين مؤسّس الحركة، والذي ظلّ قائداً عامّاً للحركة حتى 27 نيسان 2015 حيث أقرّ مجلس شورى الحركة في اجتماعٍ عقده، بإعفاء شهاب الدين لأسبابٍ صحّية وتعيين علي السعيدو بدلاً عنه, وتعيين علي حمود رزق المكنّى أبوعلي القيلوني نائباً للقائد العام، وحاليّاً يتولّى منصب القائد العام محمد سعيد مصري.
ولدى الحركة مكتباً أمنياً، مارس العديد من الانتهاكات بحق المواطنين المتواجدين تحت سيطرتها، من خلال مداهمات للشركات والمحال التجارية، ومصادرة محتوياتها، بحجّة تعامل أصحابها مع “الأكراد” و ” الفصائل الأخرى”، كما يقوم مسلّحو الحركة على الحواجز بإذلال السكان الحلبيين، وأخذ “خوّة” تحت مسمّى “الضرائب”.
وفي يوليو 2016، ظهر على الانترنت شريطاً مصوّراً لعناصر من الحركة وهم يقومون بنحر طفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره، زعمت الحركة أنها اسرته خلال المعارك على جبهة حندرات شمال حلب، حيث قاموا باختطافه من إحدى مستوصفات (حندرات)، واقدموا على ذبحه ويظهر أحد عناصر الحركة وهو يتفاخر قائلا: (نحن أسوأ من داعش).
هذا، وتُعدّ حركة نور الدين زنكي عيّنة عن الفصائل المسلّحة المدعومة تركياً، حيث تتلقّى بمعظمها دعماً تركياً, وهي إحدى الفصائل المشاركة في عملية “درع الفرات”، وكان لها الدور الأبرز في تنفيذ المشروع التركي ومصالحه في شمال غرب حلب، عُرف عنها بأنها من الفصائل التي استولت على مخازن الأسلحة في حلب، لتجبر الفصائل الباقية على الانسحاب.