حركة الجهاد الفلسطينية تطالب دمشق بالإفراج عن اثنين من قياداتها

في تطورٍ مفاجئ على الساحة الفلسطينية – السورية، وجّهت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نداءً عاجلاً إلى الحكومة السورية الانتقالية، مطالبةً بالإفراج عن اثنين من قيادييها البارزين، اللذين تم اعتقالهما منذ أيامٍ في العاصمة دمشق.

القياديان المعتقلان هما خالد خالد، مسؤولُ الحركة في سوريا، وياسر الزفري، مسؤول اللجنة التنظيمية للساحة السورية. وجاءت عمليةُ الاعتقال بعد أقلَّ من ثمانيةٍ وأربعين ساعةً على زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سوريا، الأمر الذي أثار كثيراً من التساؤلات، حول توقيت هذه الخطوة وأبعادها السياسية.

في هذا السياق، أعلن أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن سوريا اليوم، في ظل إدارتها الجديدة، “لن تكون مأوًى لأي قِوى فلسطينيةٍ أو غير فلسطينية معارضة، وأن الصفحة القديمة التي كانت فيها دمشق مركزاً للفصائل الموالية للنظام السابق، قد طُويت بالكامل”.

اللافت أن هذا التطور لا يأتي في فراغ، بل يتزامن مع معلوماتٍ نشرتها وسائل إعلامٍ أمريكية، تتحدث عن مطالبَ مباشرةٍ قدمتها واشنطن إلى الحكومة السورية الانتقالية، من أجل تخفيف العقوبات المفروضة على دمشق. ومن بين تلك المطالب؛ حظر نشاطات الفصائل الفلسطينية السياسية والعسكرية، داخل الأراضي السورية.

وهكذا، تُفتح اليومَ ملفاتٌ كثيرةٌ في العلاقة الفلسطينية – السورية، وسط تحولاتٍ داخلية وخارجية، يختلط فيها ما هو سياسيٌّ بما هو أمنيٌّ واستراتيجي، مع صعود رؤيةٍ جديدةٍ للحكومة السورية الانتقالية، تسعى إلى إعادة رسم موقعها الإقليمي بعيداً عن إرث النظام السابق.