حرب غزة.. معارك عنيفة داخل القطاع ومخاوف من امتداد الصراع إقليمياً

معاركُ طاحنة، غاراتٌ وضرباتٌ بريةٌ مكثفة، توثيقٌ لمجازرَ متواصلةٍ والضحايا بالآلاف، أغلبهم من الأطفال والنساء.. هذا هو واقع الحال في قطاع غزة بفلسطين، حيث تخوض إسرائيل حرباً عنيفةً على حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى، على خلفية هجومٍ كبيرٍ شنته الحركة ضد إسرائيل في السابع من الشهر الفائت، خلّف آلافَ القتلى والجرحى وأكثرَ من مئتي أسيٍر ومُحتجزٍ من الإسرائيليين.

 

ساعاتٌ معدودةٌ على هجوم السابع من أكتوبر، بدأ بعدها الجيش الإسرائيلي جولةَ قصفٍ بري وغاراتٍ جويةٍ عنيفة، طالت مختلف مناطق القطاع، ولا تزال متواصلة، فيما تُشدد إسرائيل على أن هدفها تخليصُ المحتجزين والقضاءُ على حماس، بحسب تعبيرها.

فبعد عشرين يوماً من ضربة حماس المباغتة، شهد خلالها قطاع غزة غاراتٍ جويةً إسرائيلية عنيفة وغيرَ مسبوقة.. بدأ الجيش الإسرائيلي في السابع والعشرين من ذات الشهر، توغُّلاً برياً للقطاع من محاورَ في جنوب مدينة غزة ومناطق بيت حانون وبين لاهيا في الجهتين الشمالية الشرقية والشمالية الغربية، أحرز خلاله تقدمًا تدريجياً مُشكِّلاً وعلى مدار نحو أربعة أسابيع، طوقاً عسكرياً ونقاطَ تمركُزٍ وصل بعضها عُمق المدينة.

من جانبها تقول حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى إنها تواصل استهداف القوات الإسرائيلية في مختلف مناطق الطوق الإسرائيلي وعلى خطوط النار، التي تصل وَفق الخرائط الميدانية لما يزيد على خمسين كيلومتراً، أي ما يقارب خمسة عشر في المئة من مساحة القطاع البالغة ثلاثَمئةٍ وخمسةً وستين كيلو متراً، مشيرةً لمقتل وإصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين، وتدمير أعدادٍ كبيرةٍ من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية.

تطوراتُ الداخل في غزة تزامنت مع اشتباكاتٍ محدودةٍ ومناوشاتٍ بين جماعاتٍ وفصائلَ حليفةٍ لإيران، وبين إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وسط تزايد المخاوف من احتمالية تمدُّد الصراع إقليمياً، خاصةً مع نشر واشنطن قطعاً حربيةً وحاملتَي طائراتٍ شرقي البحر المتوسط قبالةَ غزة.

ففي جنوب لبنان تواصل جماعة حزب الله اللبناني الموالية لطهران تبادل شن الهجمات مع إسرائيل على طول الحدود جنوبي لبنان وداخل المناطق الإسرائيلية الحدودية، تزامناً مع هجماتٍ بالصواريخ والمسيرات تشنها فصائلُ مواليةٌ لإيران على القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق.

من جهةٍ أخرى، أعلن الحوثيون في اليمن الانخراط في هذه الاشتباكات، وقالوا إنهم شنوا سلسلةَ ضرباتٍ على إيلات جنوبي إسرائيل، إضافةً للاستيلاء على سفينةٍ مرتبطةٍ برجل أعمالٍ إسرائيلي، في وقتٍ اقتصر الموقف الإيراني على التصريحات ونفي أي تورّطٍ لها بهجمات حلفائها في المنطقة، بينما تواصل واشنطن التحذيرات ورسائل الردع.