حرب إسرائيل وحماس وحزب الله… تصفية حسابات وشعوب تدفع الثمن(خاص)
تكلفةٌ باهظة للحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني وحركة حماس، دفع المدنيون الجزء الأكبر منها…. مدنيون لم يكونوا يوماً إلا دُعاةً للسلام، ومع ذلك هم من يدفعون فواتير النيران بصدورهم.
عندما قُرعت طبول تلك الحرب لم يكن للشعوب هناك حيلةً سوى تلقي العواقب تِباعًا من أفواه الساسة، الذين يتحدثون باسمهم ويتاجرون بقضاياهم، فعقب كل تصريحٍ سياسي، هناك قصف جوي أو رشقة صاروخية تتساقط هنا وهناك، ويكون النصيب الأوفر منها للسكان المدنيين.
ومن أخطأته نيران الحرب لم ينجُ بعبوره جسر وقف إطلاق النار، فما يزال الجحيم يتربص به في كل مكان ما دامت السياسات هي ذاتها، وربما يتكرر مشهد الحرب في أي لحظة، بقول أو تصرف لأحد الأطراف.
جبهتا إسرائيل ولبنان من جهة، وإسرائيل وغزة من جهة أخرى، لطالما كانتا بوابتين تهددان الأمن والاستقرار في المنطقة، ومهما أحرز الرابح فيهما من مكاسب على حساب الآخر فإنه بالمقابل قد مُنيَ بخسائر ميدانية قد لا تحيط بها الأرقام، علاوة على الخسائر الاقتصادية العامة.
بينما كانت إسرائيل تهدف لتحقيق الأمن لسكانها بإضعاف قدرات حزب الله وحماس العسكرية فإنها تسببت بخسائر بشرية في صفوف المدنيين والعسكريين إضافة لانتقادات واتهامات دولية بارتكاب جرائم حرب، بالإضافة إلى استنزاف اقتصادها بسبب تكاليف الحرب وإغلاق بعض المناطق السياحية والاقتصادية.
بدوره كان حزب الله يسعى إلى تعزيز موقفه كلاعب رئيسي في المنطقة، وإظهار قدرته على مواجهة إسرائيل، إلا أنه كذلك تعرض لخسائر عسكرية ومادية كبيرة، وتسبب بتدمير أجزاء من البنية التحتية اللبنانية، مما زاد من الأزمات الاقتصادية في لبنان.
من جهتها حاولت حماس تحقيق مكاسب سياسية عبر محاولتها تصدير نفسها على أن بإمكانها مواجهة إسرائيل، وتحسين وضعها التفاوضي، ولكن ذلك انعكس سلبا بتدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية في غزة، وخسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، وتدهور الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الحصار والدمار.
ولا شك أن جميع الأطراف خاسرة إلى حد ما، حيث إن التكلفة البشرية والمادية كانت كبيرة، والشعوب في إسرائيل ولبنان وفلسطين هي الأكثر تضررًا، حيث تحملت وطأة الحرب وعواقبها، وقد تستمر التوترات في المنطقة على المدى الطويل، ما لم يتم التوصل إلى حلول سياسية شاملة تعالج جذور الصراع.