في محافظة درعا جنوبي سوريا، يعد الحجر الأسود البازلتي رمزاً يعكس عَبَقَ التاريخ وأصالة الحضارات، التي مرّت على المنطقة، لتسهِمَ احتياطاتُهُ الكبيرة وقوته الطبيعية، بجماليات التصميم الهندسي في إقامة مشاريعَ صناعيةٍ متطورة.
يتم جلب الحجرِ الذي يزنُ ما يقارب ثلاثين طنًا من أماكن تواجده، عن طريق آلياتٍ ضخمةٍ إلى المحاجر، التي تقوم بدورها بأعمال قطعِ وقصِّ أحجار البازلت، إلى أحجامٍ ومقاساتٍ مختلفة، حسب طلب الزبون.
تتعدد أنواع “الحجر البازلتي” وأشكالُهُ بين المبوّز والمسمسم والأملس، ولكلٍّ منها اختصاصٌ مُعيّن، إما في واجهات المنازل أو الجدران والأسقف. ورغم الانتشار الواسع لورشات تصنيعه، تواجهه العديدُ من الصعوبات والمشاكل، أبرزها غلاءُ أسعار المحروقات وقلّة الأيدي العاملة.
ويرتبط الحجر البازلتي بأهالي حوران ارتباطاً تاريخياً، حيث يعد رمزاً من رموز المنطقة، ودخلَ في بناء قلاعِها وسدودها وشوارعها، بالإضافة إلى استخدامه في بناء المساجد والكنائس والبيوت السكنية. كما استعمله الأهالي في إغناء الحياة الثقافية والفنية، من خلال بناء المدرجات وتشكيل التماثيل والمنحوتات.