جولة الصحف من قناة اليوم

“قمة العجز المزدوج”

وفي مقالٍ بعنوان “عن القمة التي سلمت القدس”، يقول بيار أبي صعب في “الأخبار اللبنانية” “القمّة التي شهدتها إسطنبول، تشبه للأسف مسرحيّة تراجيكوميديّة، نعرف سلفاً أحداثها الكاريكاتورية، ومواقفها المضخّمة، ونعرف بالضبط ما ستقول شخصياتها وتفعل، ونعرف خاتمتها المضحكة -المبكية. ممثلو 48 دولة، بينهم 16 رئيس وملك وأمير ورئيس حكومة، لا يملكون مجتمعين أدنى جرأة على تحدي إسرائيل وتهديدها”.

ويتساءل محمد الحمادي في افتتاحية “الاتحاد” الإماراتية عن الجدوى الحقيقية من القمة الإسلامية وغيرها من الاجتماعات التي حدثت في الأسبوع الماضي، مؤكداً “فعلياً وحتى هذه اللحظة، لا شيء غير الكلام!”.

وفي “رأي اليوم” اللندنية، يقول عبد الباري عطوان إن “القِمّة الإسلاميّة جاءت مُخيّبَةً للآمال حُضورًا وقرارات وأبرز إنجازاتِها فَضح الزّعامات التي قاطعَتها”.

ويضيف عطوان “في هذهِ اللّحظة التاريخيّة الحَرجة، كان المأمول أن تُوضع كل الخلافات السياسيّةِ جانبًا، وأن يَرتقي الجميع إلى مُستوى المَسؤوليّة تجاه هذهِ الطّعنة المَسمومة، ولكنّهم خيّبوا آمالنا كالعادة، ولم يُشاركوا في المُؤتمر، بل أقدموا على تَخفيض مُستوى تَمثيلهم إلى أقل من مُستوى وزير الخارجيّة. نحن نَسأل وبكُل صراحة لماذا غابَ العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز عن هذهِ القمّة، ولماذا قاطعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولم يُشارك فيها العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لَجنة القُدس؟ فهَل القادة الأفارقة والآسيويون الذين حَرِصوا على الحُضور أكثر حِرصًا على القُدس المُحتلّة مِنّا نحن العَرب؟”

ونشرت صحيفة “كيهان” الإيرانية المقربة من التيارات المتشددة في البلاد مقالاً في  افتتاحيتها حول اجتماع منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان “قمة إسطنبول مهزلة لا أكثر”، قائلة إن الشارع العربي والإسلامي “لم يعول يوماً على الإطلاق على قرارات القمم العربية والإسلامية في التصدي للمؤامرات.

وهاجمت الصحيفة المواقف السعودية، قبل أن تعود لمهاجمة القمة نفسها بالقول إنها “ليست مستثناة” من القمم السابقة، وأنه لم يكن من المتوقع منها “اتخاذ قرارات مهمة أو الخروج بنتائج جدية” تحسب لها أميركا أو إسرائيل أي حساب، متابعة بالقول: “كل ما خرجت به (القمة) هي مجموعة شعارات ومضامين عامة”.

وسخرت الصحيفة – التي تعبر عن تيارات قريبة من النظام الإيراني – من تهديد القمة برفع القضية إلى مجلس الأمن، كما خصّت الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بالانتقاد قائلةً إن تصريحاته “النارية والعنيفة” قبل القمة بقطع العلاقات مع إسرائيل “لم يأبه لها أحد في المعمورة” وأن مواقفه ليس لها “الطابع الجدي أو المبدئي” ولم تنعكس تهديداته في القمة نفسها.

استراتيجية النفوذ

أشارت “واشنطن تايمز” الأمريكية إلى الصاروخ البالستي الذي أطلقه الحوثيون، الفصيل المتمرد في اليمن المدعوم من إيران، على العاصمة السعودية الرياض الشهر الماضي -وقبل اعتراضه- إلى أن هذا الحادث  دليل واضح على استمرار الصراع الطائفي المتزايد بين طهران والرياض الذي يحدث الآن بجميع أنحاء الشرق الأوسط. وأضاف أنه كان أيضا انعكاسا دقيقا لنوع من التكتيكات غير المتماثلة التي تعطيها إيران أولوية باستراتيجيتها للهيمنة الإقليمية.

وقالت كاتبة المقال الباحثة بمعهد أوتو سوهر للعلوم السياسية إن هذا التركيز ليس جديداً وإن إيران لها تاريخ طويل في الاستفادة من الوكلاء والأساليب شبه العسكرية يرجع تاريخها إلى الأيام الأولى للجمهورية الإسلامية وقت آية الله الخميني عندما كان “الدفاع السلبي” يستخدم للتأمين بداية فترة ما بعد الثورة المضطربة، ولاحقا صاغت السنوات الثماني للحرب الوحشية بين إيران والعراق -والخسائر الفادحة التي تكبدتها الدولة بهذا الصراع- عقيدة استراتيجية إيرانية جديدة أكدت على العمل غير المباشر والتكتيكات غير المتماثلة كوسيلة لتقليل المخاطر وتعظيم النفوذ.

الأهمية والنشاط الإقليمي لطهران آخذان بالارتفاع في الشرق الأوسط، وكذلك اهتمام إيران بالمناطق الواقعة خارج محيطها المباشر، بما في ذلك أفريقيا وأميركا اللاتينية

وأضافت لادان يازديان أن هذه الأولويات مستمرة اليوم وأن عقيدة إيران المعاصرة مصممة لمهاجمة الولايات المتحدة وكبح نفوذها بالشرق الأوسط، لكنها في نفس الوقت تظل قاصرة عن مواجهة عسكرية شاملة مع القوات الأميركية. وهذا يفسر جهودها لتوسيع عمقها الاستراتيجي من خلال عمل بديل في دول مجاورة مثل العراق وسوريا، فضلاً عن الاستثمارات الكبيرة قامت بها لتوسيع نطاق وتطور ترسانتها من الصواريخ البالستية.

وختمت الكاتبة بأنه يمكن توقع أن تعتمد الجمهورية الإسلامية اعتماداً كبيراً على قدراتها غير المتماثلة، بدءاً من الحرب السيبرانية وحتى تكنولوجيا الجيل التالي لـ “Lawfare” وهو أحد أشكال الحرب غير المتماثلة باستخدام نظام قانوني ضد العدو، مثل الإضرار به أو نزع الشرعية عنه، من أجل النهوض بموقفها الاستراتيجي، فضلاً عن تقليص موقف تلك الدولة التي تعتبرها خصمها الرئيسي (الولايات المتحدة).

قد يعجبك ايضا