جولة الصحافة من قناة اليوم
الخطوة التالية للنظام السوري عسكرياً
صحيفة “لي أوكي ديلا غويرا” الإيطالية، نشرت تقريراً عرضت فيه أهم التوقعات بشأن الأوضاع الأمنية في مدينة إدلب بعد هزيمة تنظيم “داعش” ، في حين تتداول أنباء جديدة عن وقوع اشتباكات بين تنظيم “داعش” وجبهة فتح الشام.
وقالت الصحيفة، إن تنظيم “داعش” الذي فقد جميع أراضيه في العراق وسوريا، وأهم معاقله في دير الزور والبوكمال، هرب المئات من عناصره إلى مدينة إدلب وحماة، التي تعد مناطق تابعة لجبهة “فتح الشام” (النصرة سابقا).
ووصفت الصحيفة إدلب بأنها “تعد أصل النزاع”، وعزت ذلك إلى الموقع الجغرافي الذي تحظى به، فهي تقع بين مدينتي حلب وحماة ومتاخمة للحدود التركية.
ومؤخراً، عرفت مدينة إدلب نوعاً من الاستقرار النسبي، لأنها تابعة لمناطق خفض التصعيد، وفق ما نصت عليه اتفاقية أستانا. ونوهت الصحيفة إلى أن إرهابيي تنظيم “داعش” لاذوا بالفرار إلى الصحراء، إلا أنه توجد بعض العناصر التي توجهت إلى مدينتي حماة وحمص، وفي الأسابيع الماضية، تمكنت من خرق حدود مدينة إدلب وأحرزت تقدماً في المناطق المجاورة لها.
وأوضحت الصحيفة أن التوتر قد تفاقم بين “جبهة النصرة” و”جبهة فتح الشام”، خاصة أن مدينة إدلب خارجة عن سيطرة النظام، وهي تعد بؤرة للصراع بين مختلف الأطراف، ما فتح المجال لتنظيم “داعش” لفرض سيطرته عليها.
وذكرت الصحيفة أنه وفقاً لبعض المصادر التابعة لوزارة دفاع النظام، فإن الظهور المفاجئ للرايات السوداء في المنطقة سيؤدي حتماً إلى اندلاع حرب ما سيعمق الأزمة في سوريا.
إلى جانب ذلك، توجد قوات جند الأقصى التي تنشط في مدينتي إدلب وحماة، التي كانت قد أعلنت في وقت سابق عن انضمامها لجبهة “تحرير الشام” لتنشق عنها وتنضم للمليشيات التي كانت تابعة لتنظيم “داعش”.
وأضافت الصحيفة أن المنطقة شهدت مؤخراً اشتباكات بين قوات “جبهة النصرة” و”تنظيم داعش”، الذي يسعى لكسب موطئ قدم له في إدلب. ومن جهتها، قامت “جبهة النصرة” بشن هجوم على تنظيم “داعش” لطرده من المنطقة، ولا يزال الوضع متوتراً جداً إلى حد الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تكون إدلب الخطوة التالية في مخططات النظام السوري على ضوء ما تشهده المدن من توترات ونزاعات بين “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش”.
وأنهت الصحيفة أن مدينة إدلب ستشهد في الفترة القادمة نزاعات واشتباكات بين “جبهة النصرة” وتنظيم “داعش” ومن المتوقع أن تتخذ قوات الأسد وحلفاؤها من هذا الصراع ثغرة لاسترجاع المدينة وإعادة فرض سيطرتها على المنطقة.
بوتين يملأ الفراغ الذي تركته أمريكا بالشرق الأوسط
تحت هذا العنوان، نشرت صحيفة “معاريف” العبرية، مقالاُ بقلم: ألون بن دافيد.
جاء في المقال: لم تكن جولة انتصار، فقد كانت جولة المالك في إقليمه الجديد، في ظل امتلاكه قاعدة في سوريا وتواجداً في مصر؛ فلاديمير بوتين تحول للرجل الأهم في المنطقة. على إسرائيل أن تُهيئ نفسها لشرق أوسط تحت تأثير روسي، لا يشبه ذاك الذي كان قبل 40 عاماً، هذه المرة الولايات المتحدة غير موجودة تقريباً.
يمكننا أن نطلق على ذلك اسم “دبلوماسية صواريخ إس 400”: بوتين يقترح أنظمة سلاح متطورة روسية بشروط شراء مريحة، ويشتري لنفسه أرصدة في المزيد من الدول. إيران فعلياً اشترت، مصر وقعت، ومثلها أيضاً عضو الناتو تركيا، حليفتا الولايات المتحدة (السعودية والبحرين) في مفاوضات متقدمة، وحتى الإمارات المتحدة على وشك شراء طائرات “سوخوي 35” الروسية.
لقد وقعت مصر على عقد يسمح لطائرات روسية بالعمل في قواعد سلاحها الجوي. كدولة تتمتع بمساعدات عسكرية أمريكية سخية (1.3 مليار سنويًا قبل التخفيض)، كان يمكننا توقع أن الولايات المتحدة ستُعلق على ذلك، لكن لا، إنها صامتة وكذلك إسرائيل، كلاهما خائفتان على استقرار نظام الرئيس السيسي ومستعدتان لابتلاع ضفادع كبيرة. النتيجة، روسيا وقعت أيضًا على اتفاق تزويد مفاعل نووي مدني لمصر.
قبل سنوات صوتت الوكالات الدولية للطاقة الذرية على تجارب مزعجة تجريها مصر بمفاعلها في أنشاص. إسرائيل – التي فشلت استخباراتها باكتشاف الخطة النووية في ليبيا، وتقريباً فاتها (حسب تقارير أجنبية) المفاعل النووي الذي بُني في سوريا – عليها أن تكون يقظة أكثر إزاء هذا التطور.
إنه الوقت المناسب تحديداً للتحدث عمّا يدعيه أفراد “داعش” في سيناء منذ فترة: ان إسرائيل لديها تعاون قوي الصلة مع جيش الاستخبارات المصري، وأن سلاح الجو الإسرائيلي هو عنصر مهم في حرب المصريين ضد “داعش”، وأن نشراً محتملًاً لطائرات مقاتلة روسية في مصر هو حدث يجب ان يُقلقنا جداً.
ضمن الزيارة الأولى للرئيس السوري بعد ست سنوات حدث أمر مُشجع، ركز بوتين على عرض مثلث وليس مربع: (روسيا، الأسد، حزب الله)، إيران لم تكن هناك. الكثيرون وصفوها بزيارة انتصار، لكن بوتين قال شيئاً أبعد من ذلك “سوريا الأسد برعاية روسيا هي أمر واقع، وعلى العالم أن يتعود على ذلك”. خلافاً لهذا التصريح، التواجد الروسي في سوريا تقريباً لم يتراجع، فما زال لديهم ولدى حزب الله كذلك الكثير من العمل لتطهير جيوب المعارضة للأسد.
بوتين يُدرك أن تعاوناً واضحاً مع إيران قد يمس بشرعية سوريا الجديدة التي أقامها، وهو يحاول ان يخفيها، إنه بحاجة للميليشيات الشيعية التي تقدمها له إيران من أجل تركيز سيطرته على الأرض، لكنه يُفضل ألا يظهر كشريك للجمهورية الإسلامية. بالإضافة لذلك، فإن مصالحه الاقتصادية في سوريا تتصادم مع إيران، كلاهما يريدان حصة من الغنائم.
الإيرانيون فعلياً يدركون ذلك ويعيدون النظر في مسارهم، التواجد في سوريا مهم بالنسبة لهم، وكذلك تمركز الهلال الشيعي. إنها فرصة إسرائيل لضرب إسفين بين الطرفين؛ من جانب من أجل الحفاظ على الحوار مع روسيا، ومن جانب آخر لزيادة الخلاف وتعارض المصالح بين الروس والإيرانيين.
بشكل عام، التقنية التي كانت تُسمى يوماً “عمليات توعية” واليوم تُسمى “عمليات تأثير” أصبحت أبسط بكثير. من يستمع للحوار الداخلي في إيران – الذي لا يقلق فيه الرئيس روحاني وداعميه من إعلان التحدي على تدخل الحرس الثوري في سوريا، لبنان، واليمن – يستطيع أن يتساءل: لماذا لا تُؤثر إسرائيل أكثر على هذا الحوار؟