جولة الصحافة من قناة اليوم
“تركيا تتجه إلى إدلب وعينها على عفرين”
على وقع العملية العسكرية التركية في إدلب، نشرت صحيفة “الحياة” اللندنية، مقالاً للكاتب خورشيد دلي.
يقول الكاتب في مقاله لا تتوقف التهديدات التركية بعملية عسكرية ضد عفرين بحجة انتزاعها من سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، ومع ان عفرين خارج منطقة خفض التصعيد التي جرى الاتفاق عليها في آستانة إلا أن الإصرار التركي على القيام بهذه العملية لا يتوقف وهو يطرح السؤال التالي: لماذا عفرين؟
يضيف الكاتب على رغم أن عفرين معزولة جغرافياً عن بقية الكانتونات الكردية في سوريا إلا أنها تحتل أهمية استراتيجية كبيرة في المشروعين الكردي والتركي معاً، فكردياً تشكل عفرين الجسر الجغرافي الذي يصل المناطق الكردية بعضها ببعض على شكل إقليم متواصل جغرافياً، فضلاً عن وصل حدود هذا الإقليم بالبحر إذا أتيحت ظروف التقدم للمشروع الكردي، وفي الوقت نفسه فإن جوهر المشروع التركي يهدف إلى منع تحقيق هذا المشروع، نظراً إلى أن من شأن تحقيقه، خروج الأمور عن السيطرة وتشكيل مقومات الكيان الكردي، وربما تصبح الفيديرالية على طاولة تسوية الأزمة السورية، وعليه فإن مصير عفرين يقع في صلب الصراع الجاري في الشمال السوري.
ويستدرك الكاتب تركيا التي خرجت من حلب خالية الوفاض لمصلحة النظام وحلفائه الروس والإيرانيين و «حزب الله»، ترى في مسار التقارب مع روسيا وإيران مجالاً للتفاهم على عملية في عفرين، على غرار تكرار لعملية درع الفرات، بل ترى أن عملية درع الفرات لم تستكمل أهدافها .
وتركيا التي أبعدت عن معركة تحرير الرقة بقرار أميركي، تشعر بقلق شديد من عدم وقف واشنطن دعمها العسكري إلى الكرد بخاصة ان الوعود الأميركية بهذا الخصوص تأخذ طابع الغموض ومحاولة خلق حالة توازن في علاقاتها بين الحليفين الكردي والتركي في وقت لا يتوقف أردوغان عن مطالبة الإدارة الأميركية بالاختيار بينهما، وعليه ربما ترى أنقرة ان كلفة الانتظار باتت أكبر من كلفة عملية عسكرية استباقية تقطع الطريق أمام المشروع الكردي نهائياً. وعليه، فإن الحديث في تركيا ليس عن العملية بل عن عمقها ومداها ومراحلها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي يؤخر قيام تركيا بعملية عسكرية في عفرين؟ في الواقع، ثمة اعتقاد بأن الذي يؤخر مثل هذه العملية هو انتظار أنقرة موافقة أو تفاهمات مع روسيا وإيران غير متوافرة إلى الآن، وإذا كانت تركيا على مسار إيران انقلبت على حليفها الكردي مسعود بارزاني وتراجعت عن سياستها السابقة في العراق لمصلحة القوى الموالية لإيران، فإنها على مسار موسكو تبدي حماسة للتفاهم معها على خطواتها في شأن الأزمة السورية، بل وتغامر بعلاقاتها مع الغرب في عقد صفقات أسلحة ضخمة مع موسكو من نوع المنظومة الصاروخية الدفاعية اس 400، كل ذلك على أمل دور مؤثر في شمال سوريا، وهي تنطلق من هذه القناعة بأن عملية إدلب قد تكون مدخلاً لها للوصول إلى عفرين.
ويختم الكاتب، إن ملامح العملية التركية في إدلب تشير إلى أن عفرين هي الهدف الأهم لتركيا، فعملية إدلب لم تسجل حتى الآن أي اشتباكات بين القوات التركية والجماعات المسلحة المنضوية في “هيئة تحرير الشام”، وفي كثير من الأحيان تجري خطوات هذه العملية بالتنسيق بين القوات التركية و “جبهة النصرة”، كما إن عمليات التصفية داخل قيادات الجبهة توحي بتأثير استخباراتي تركي قوي في قرارات قادة التنظيم والتحرك وفقاً للمساعي التركية. وعليه من الواضح أن التحرك التركي تجاه إدلب في إطار تفاهمات آستانة يتجاوز هذه التفاهمات وحدود إدلب، إذ إن الهدف هو عفرين لكن القيام بأي عملية ضد الأخيرة يخضع لحسابات دقيقة ومتداخلة لها علاقة بالموقف الروسي بالدرجة الأولى. يبقى القول إن تركيا في مقاربتها لعفرين لا تترك أمام الكرد إلا تكرار تجربة عين العرب (كوباني) حتى لو تعرضت لدمار كبير.
عائلة أردوغان تحت شبهات أمريكية
ونشرت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية، مقالاً للكاتب إيغور سوبوتين، بعنوان: “الأسير الذهبي- أمريكا يمكن أن تفضح أسرار أردوغان”.
وجاء في المقال أن “السلطات التركية عادت إلى القول بأن الشهادة الأولى التي قدمها إلى المحكمة الأمريكية تاجر الذهب التركي الإيراني رضا ضراب دليل على مؤامرة ضد تركيا”.
وأضاف المقال أن قطب “الذهب” الذي يشتبه في أنه استخدم مؤسسات مالية أمريكية لمساعدة إيران في التحايل على العقوبات، اعترف بالذنب. وفي حديثه أمام محكمة مانهاتن، شرح ضراب بالتفصيل كيفية محاولته رشوة الوزير التركي السابق ظافر كاجلايان ودفع له نحو 60 مليون دولار مقابل المساعدة في ترتيب خطة لتحويل الأموال إلى إيران.
ويقول كاتب المقال إن “قضية ضراب” كان يمكن أن تكون حدثاً عادياً لولا قرب المتهم الأول من الزعيم التركي وعائلته، فالمحادثات الهاتفية المقدمة للمحكمة تدل على علاقات ود خاصة بينهما.
ودعماً للاستنتاج القائل بأن “قضية ضراب” مفرطة الحساسية للسلطات التركية، فإن المحاكمة التي بدأت في العام 2016 أصبحت الموضوع الرئيس للاتصال بين أنقرة وواشنطن. ووفقاً لـ”نيزافيسيمايا غازيتا”، فإن أولوية هذه القضية في المحادثات سبقت الملف الكردي أو وضع فتح الله غولن.
ونقلت الصحيفة عن فيكتور نادين-رايفسكي، كبير الباحثين في معهد أبحاث الاقتصاد والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، قوله: ” هناك، مأزق لأردوغان نفسه وأولاده، وخاصة لابنته. فالمحققون الأمريكيون يحاولون إثبات أنها شاركت في مختلف أنواع عمليات تحويل الأموال. ويمكن أن تشمل “قضية ضراب” مسؤولين آخرين في الجمهورية التركية”.
وقال فيكتور للصحيفة “إن الولايات المتحدة كانت قطعت عن الجمهورية الإسلامية نظام “سويفت” للتحويل المصرفي، وأدى ذلك إلى أن إيران فقدت فرصة الحصول على المال مقابل المنتجات المباعة. وفي هذه الحالة، كان الحديث يدور عن النفط والغاز. وكانت إيران زودت تركيا بـ 7 مليارات متر مكعب من الغاز. وفي غياب نظام التحويل المصرفي، يمكن الحصول على النقود إما نقداً أو بالذهب. وهكذا، وضع ضراب خطة تسمح بتحويل الأموال والذهب إلى الإيرانيين.