جولة الصحافة من قناة اليوم
بوتين يكوّن تحالفاً مؤيداً للأسد.. ماذا عن واشنطن؟
موقع “ديلي بيست” الأمريكي نشر تقريراً لمراسلته آنا ممتسوفتا، تقول فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينتظره أسبوع مزدحم، حيث يجتمع بزعماء كل من سوريا وتركيا وإيران؛ لبناء ما يصور على أنه تحالف ضد الإرهاب.
وتقول ممتسوفتا إن “الغائب عن هذا التحالف كان أمريكا وغيرها الحلفاء الذين اتفقت معهم واشنطن في 2014 لمحاربة ما يسمى تنظيم الدولة”.
وينقل التقرير، عن دبلوماسي عربي كبير، قوله لـ”ديلي بيست”: “إن بوتين يحضر لنهاية اللعبة”، مشيراً إلى أن بوتين يحاول أن يتفوق على المجموعة التي تقودها أمريكا ضد تنظيم الدولة، التي تضم 70 بلداً، وهي عملية بدأها بوتين علناً قبل عام تقريباً، بعقد جولة مفاوضات سلام في عاصمة كازاخستان، أستانة، تحت رعاية روسية وتركية وإيرانية، لكنها لم تشمل أمريكا.
ويورد الموقع نقلاً عن المحلل السياسي المستقل على إذاعة “صدى موسكو” أركادي دبنوف، قوله: “تثبت روسيا مرة أخرى بأنها قوة عظمى وأنها عادت من جديد”
وتشير الكاتبة إلى أن الكرملين لم يتحدث عن لقاء بوتين برئيس النظام السوري بشار الأسد حتى يوم الثلاثاء، حيث نشر صوراً للزعيمين محاطين بجنرالاتهما، وقال التقرير الرسمي بأن الأسد نقل تحيات الشعب السوري، وعبر عن “شكره لكل الجهود التي بذلتها روسيا لإنقاذ بلادنا”.
ويختم “ديلي بيست” تقريره بالإشارة إلى قول المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بسكوف، للمراسلين يوم الثلاثاء، بأن هدف اجتماع بوتين الأسد كان لتجهيز القيادة السورية للمبادرات من تركيا وإيران.
سوريا.. التوفيق الصعب بين مصالح روسيا وحليفتيها
تريد روسيا وتركيا وإيران عقد مؤتمر للأطراف السورية المختلفة بغية دفعهم للانخراط في حوار سياسي، غير أن هذه الجهود تصطدم بالأجندات المختلفة للدول الثلاث وخصوصاً رفض أنقرة إشراك الكرد فيه.
فالأتراك على خلاف رغبة حليفهم الروسي في الأزمة السورية، يرفضون أي مشاركة لحزب الاتحاد الديمقراطي في هذه المفاوضات.
ويؤكد الرئيس التركي في هذا الإطار أن “لا أحد يمكنه أن يجبرنا على الجلوس على مائدة مفاوضات جنباً إلى جنب مع الإرهابيين”.
وهذا يعني -حسب صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية- أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يمكنه اليوم تهنئة نفسه بأنه نجح في تغيير مسار الحرب في سوريا لصالح حليفه بشار الأسد، لا يزال بعيداً عن امتلاك العصى السحرية التي ستمكنه من فتح باب للسلام النهائي والدائم في سوريا.
وبحسب نص البيان المشترك الذي تمخض عن اجتماع زعماء كل من روسيا وإيران وتركيا، فإن القادة الثلاثة “يدعون” دمشق وممثلي المعارضة إلى “المشاركة البناءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري”.
ومن المقرر أن تجرى هذه المفاوضات في منتجع سوتشي على البحر الأسود، وينظر إليها على أنها ليست موازية لمفاوضات الأمم المتحدة في جنيف التي ستستأنف رسمياً في 28 نوفمبر/تشرين الثاني فحسب، وإنما منافسة لها.
وكانت موسكو قد فشلت في محاولة مماثلة قبل أسابيع وكان السبب هو نفسه، أي رفض تركيا الحضور لأية مفاوضات يشارك فيها حزب الاتحاد الديمقراطي.
ولتحقيق أهدافه تعمّد أردوغان خلال ظهوره الأخير في سوتشي عدم انتقاد بشار الأسد، عدوه اللدود منذ بداية الصراع.
وثمة مشكلة أخرى تواجه أي جهود للحل النهائي للأزمة وهي أن الإيرانيين يريدون الحفاظ على زخم انتصارهم في سوريا والبقاء هناك وهو ما لمّح إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني حين قال، وهو يهنئ حزب الله لدعمه الذي قدم للنظام السوري، “إن الحرب ضد الإرهاب لم تنته”، وهو ما فُسر على أنه تعبير عن رغبة طهران في مواصلة وجودها العسكري في سوريا.
الإبقاء على الأسد في السلطة ثمن باهظ للسلام
ناقشت صحيفة “التايمز” البريطانية الصادرة اليوم، مستقبل سوريا والثمن الذي سيترتب على العالم دفعه مقابل إحلال السلام فيها.
تقول الصحيفة: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدرك أنه يجب بحث مستقبل سوريا حول طاولة المفاوضات لا في ساحة المعركة.
وتعتقد الصحيفة أن الرئيس الروسي يرى في المفاوضات امتداداً للمعارك، والهدف واحد، وهو الإبقاء على حكم بشار الأسد.
وتناولت الصحيفة لقاءات بوتين في منتجع سوتشي الروسي، مع الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني “لاقتسام الغنائم بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية على أرض سوريا”.
واتفق جميع الأطراف في سوتشي على عدم السماح بأي تدخل لأي قوة أجنبية في سوريا دون موافقة الأسد، وهم بذلك يقصدون الولايات المتحدة، التي قصفت قاعدة عسكرية سورية هذه السنة كرد على استخدام سلاح كيماوي ضد المدنيين.
وتمخض اللقاء في سوتشي أيضاً عن تعهد من الرئيس أردوغان بأن لا ينتشر الجيش التركي في المناطق الحدودية لمهاجمة القوات الكردية إلا بتنسيق مسبق مع دمشق.
إذن، فلقاء سوتشي عقد بهدف تعزيز وضع نظام الأسد وإظهار أنه يسيطر على الحدود، كما ترى الصحيفة.
وحسب الصحيفة، كان تصور الغرب هو أن تكون سوريا موحدة وديمقراطية، لكنه تغير الآن، وأصبحت الأولوية سوريا موحدة حتى ولو كان الثمن بقاء نظام الأسد فترة أطول.
وتتنبأ الصحيفة بتداعي نظام الأسد في النهاية، وترى أن على الغرب والعالم العربي الحريص على استقرار المنطقة أن يضع نصب عينيه استبدال هذا النظام بنظام ديمقراطي منفتح على الخارج.