جبهة النصرة أو “جفش” وجهان لعملة واحدة

كثُرت الفصائل المقاتلة في سوريا إبّان اندلاع الثورة السورية في آذار 2011 وانتشرت فوضى الصراعات الداخلية، ما أدّى لخلق أرضيّة رخوة لظهور جماعات متشدّدة استغلت الطابع الديني لتصل إلى قاعدة شعبية تساندها في مشروعها المتشدّد ومن ثم إلى حكم البلاد.

جبهة النصرة أو جبهة فتح الشام، وجهان لعملةٍ واحدة .

وهي مجموعاتٌ تنتمي إلى الفكر الجهادي السلفي ، صنّفتها الولايات المتّحدة الأمريكية منظّمة إرهابية وتمّ الإعلان عن تشكّلها أواخر عام 2011.

في غضون أشهرٍ قليلة نمت قدراتها واتّسعت بشكلٍ ملحوظ، لتصبح من أبرز القوى المحاربة ضدّ النظام السوري.

غالبيّة عناصر الجبهة عند تأسيسها كانوا من السوريين الذين قاتلوا سابقاَ في ساحات القتال مثل أفغانستان، الشيشان، العراق، وهم متمرّسون ولهم باع طويل مع قتال الجيوش، وكذلك تضم مقاتلين عرب’ أتراك’ أوزبك’ وشيشان وقلّة من الأوربيين.

النصرة تُعتبر ذراع لتنظيم القاعدة في سوريا، يتزعمها أبو محمد الجولاني واسمه الحقيقي أسامة العبسي الواحدي من مواليد دير الزور 1981 . وقد ربطتها تقارير استخباراتية أمريكية  بتنظيم داعش الإرهابي.

في 24 يناير/كانون الثاني2012 دعت الجبهة السوريين للجهاد وحمل السلاح في وجه النظام، وكما تبنّت النصرة عدّة هجماتٍ انتحارية في حلب ودمشق، وأعلنت حكومة النظام السوري أن جبهة النصرة فصيلٌ إرهابي.  وفي ديسمبر/ كانون الأول 2012 صنّفت الحكومة الأمريكية النصرة جماعة إرهابية.

 

أبرز عملياتها ضدّ النظام السوري:

السيطرة على محافظة إدلب في صيف 2015 وتفجير واقتحام مبنى قيادة الأركان العامّة في دمشق أوائل أكتوبر/ تشرين الأول 2012، وأيضاً تفجير مبنى المخابرات الجويّة في حرستا ريف دمشق، ونسف مبنى نادي الضبّاط في ساحة سعد الله الجابري بحلب.

الجولاني خرج بتسجيلٍ صوتي 10/4/2013 يبايع فيه أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، ردّاً على قرار أبو بكر البغدادي _ زعيم تنظيم داعش الارهابي_ القاضي بدمج “دولة العراق الإسلامية” والجبهة تحت اسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ما اعتبر أيمن الظواهري البيعة باطلة، لأن الظواهري من أتباع أسامة بن لادن، وبن لادن بايع الملّا عمر “أمير الإمارة الإسلامية” في أفغانستان، فكان المفروض أن يُبايع “الأمير” الملا عمر مباشرةً وليس الظواهري.

في شهر سبتمبر/أيلول 2014 احتجزت الجبهة 44 جنديّاًّ من دولة فيجي، العاملة ضمن قوّات الأمم المتّحدة في هضبة الجولان، إضافةً إلى عسكريين وعناصر من قوى الأمن الداخلي بعد الهجوم على  بلدة عرسال اللبنانية، وفي ديسمبر/كانون الأول أعلنت الجبهة إعدام جندي لبناني.

من أبرز قيادات النصرة : أبو يوسف التركي، أبرز قنّاصي الجبهة وقُتل بغارة جويّة في 23/9/2014 في ريف حلب.

الفرنسي دافيد دروجون أشهر صانع للمتفجّرات في الجبهة قُتل 5/7/2015 وكان يُعدّ من أبرز القادة في جماعة خراسان.

8/7/2015 قُتل زعيم جماعة خراسان محسن الفضلي في غارةٍ جويّة أمريكية قرب بلدة سرمدا في ريف ادلب.

تُعتبر جماعة خراسان على تنسيقٍ دائم مع جبهة النصرة التابعة لها، وتشير تقارير إلى مجموعة من كبار أعضاء القاعدة الذين ينشطون في سوريا.

تتألّف من عشرات القيادين يقدّرون بـ50 شخصاً، وهم جميعاً على قوائم مراقبة الإرهاب في الولايات المتّحدة الأمريكية.

ومن القيادات البارزة أيضاً أبو عبد الله الشامي، عضو مجلس الشورى واسمه الحقيقي عبد الرحيم عطون سوري الجنسية.

وأبو الفرج المصري وهو أيضاً عضو مجلس شورى، واسمه الحقيقي أحمد سلامة مبروك مصري الجنسية.

وأبو مالك التلّي أمير جبهة النصرة في القلمون الغربي.

الجولاني ألغى العمل باسم جبهة النصرة وعن فكّ الارتباط بتنظيم القاعدة، وإعادة تشكيل جماعةٍ جديدة باسم جبهة فتح الشام في 28/7/2016، وبعد ستّة أشهر أعلنت فتح الشام وحركة نور الدين زنكي وفصائل أخرى 28/1/2017 عن حلّ الفصائل المذكورة وتشكيل هيئة تحرير الشام بقيادة أبو جابر هاشم الشيخ قائد فصيل أحرار الشام سابقاَ.

 

علي السيف

قد يعجبك ايضا