تنديد واستياء بعد اقتحام الجيش العراقي منازل للكرد بكركوك والمطالبة بإخلائها
تثير التدخلات من قبل النظام التركي وقوى وفصائل عراقية بشؤون محافظة كركوك شمالي العراق، المخاوف من زعزعة الاستقرار بالمحافظة التي تشهد تعايشاً بين مكوناتها من عرب وكرد وتركمان.
وسائل إعلام عراقية، أفادت أن قوة من الجيش العراقي، اقتحمت حي نوروز في مدينة كركوك وطالبت السكان الكرد بإخلاء مئة واثنين وعشرين منزلاً في الحي، بذريعة أن تلك المنازل تابعة للجيش وأصحابها لا يمتلكون وثائق ملكية.
اقتحام الجيش العراقي لمنازل الكرد بالمدينة، أثار موجة تنديد واستياء واسعة بين أبناء المحافظة، الذين اعتبروا ذلك سياسة ممنهجة لتعريب كركوك تتعدى الأحياء السكنية إلى الأراضي الزراعية من خلال منع المزارعين الكرد من ممارسة زراعة أراضيهم والمجيء بمزارعين عرب من خارج المحافظة.
نواب في البرلمان العراقي عن محافظة كركوك طالبوا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالتدخل لإنهاء تدخل الجيش في شؤون المحافظة، معتبرين أنّ تراكم المشاكل وعدم حلها سيوّلد المزيد من التوتّر والاحتقان.
ومن جانبهم أكد عرب كركوك على شراكة الكرد في قيادة المحافظة، حيث طالب عضو تحالف القيادة العربي في المحافظة رعد الجبوري في تصريحات صحفية بأن يكون منصبا المحافظ ورئيس المجلس في المدينة للعرب والكرد.
وفي تأكيد جديد على استمرار تدخل النظام التركي بالشؤون العراقية وشؤون كركوك بشكل خاص، ومحاولته إثارة التوترات والخلافات بالمحافظة، طالب وزير خارجيته حقان فيدان يوم الخميس بمنح منصب محافظة كركوك للمكون التركماني على الرغم من حصول الأحزاب الكردية على أعلى نسبة للأصوات في الانتخابات المحلية الأخيرة.
مطالبةُ فيدان، اعتُبرت إلى جانب محاولة إثارة التوترات استهدافاً مباشراً لحزب الاتّحاد الوطني الكردستاني كونه الفائز في الانتخابات المحلية الأخيرة بكركوك بحصوله على خمسة مقاعد ما يرشّحه للفوز بمنصب المحافظ فيما لم يحصل التركمان سوى على مقعدين.
ويرى مراقبون أن التدخّل التركي في شؤون كركوك ينذر بتصعيد الصراع بين مكوناتها باعتبار أن حضور تركيا في أي بلد خلال السنوات الأخيرة لم يخلف سوى توترات عصية على الحل، على غرار ما هو قائم في سوريا وليبيا وإقليم آرتساخ وقبرص ومناطق أخرى.