تقرير لليونيسيف يلقي الضوء على أوضاع الأطفال في اليمن ويدعو لحمايتهم بدون شروط

جيل كامل من الأطفال اليمنيين يكبر تحت قصف المدفعية والطائرات الحربية، يكبرون وهم لم يتعلموا سوى أنواع القذائف التي تسقط على منازلهم كل يوم، ولكن ما يعرفونه جيداً هو شبح المجاعة الذي يهددهم في كل لحظة، يعرفون جيداً كيف يبقون على قيد الحياة رغم كل ذلك إلى أن تحين اللحظة التي لا ينفع معها أي علم. فإن لم يقتلهم السلاح قتلهم الجوع وإن لم يقتلهم أياً من هذا أو ذاك، فالأوبئة تترصد بهم من الكوليرا إلى الخناق وغيرها. أطفال يحرقون بنار حربٍ لم يكن لهم أي ذنب في إشعالها.

تقرير ليس بجديد تصدره منظمة الأمم المتحدة للطفولة يقول إن أكثر من ثلاثة ملايين طفل ولدوا في اليمن منذ ربيع 2015 أي منذ تدخل التحالف العربي في الصراع اليمني.

وبحسب التقرير فقد 5000 طفل حياتهم، بمتوسط خمسة أطفال كل يوم إضافة لـ 11 مليون طفل يحتاجون للمساعدة الإنسانية، وهذا العدد يشمل كل أطفال اليمن تقريباً. ونصف هؤلاء الأطفال أما لم يجدوا مياه شرب صحية وأما أن تكون خدمات الصرف الصحي غير كافية. كما أن حوالي 1.8 طفل مصاب بسوء التغذية الحاد منهم 400 ألف طفل يكافحون للبقاء على قيد الحياة.

التقرير أشار إلى المأساة في التعليم وقال إن نحو مليوني طفل محرومون منه، ربعهم تسرب من المدارس منذ اندلاع الحرب وحوالي مليون آخرين مصابون بمرض الكوليرا والإسهال المائي، منهم250 ألف طفل تحت سن الخامسة.

التقرير أشار إلى أن أحد الأسباب التي تؤثر على قطاع التعليم هو عدم صرف أجور المعلمين الذين لم يحصلوا إلا على جزء بسيط من رواتبهم منذ أكثر من عام وبحسب التقرير فهذا السبب يؤثر على تعليم نحو 4.5 مليون طفل.

ومن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال هي زواج القاصرات التقرير لم يغفل هذه النقطة المنتشرة اليمن وقال إن نحو ثلاثة أرباع الفتيات في اليمن يتزوجن قبل سن الثامنة عشرة.

وجدد التقرير دعوته لأطراف النزاع على الأرض اليمنية أو ممن يتمتعون بالنفوذ عليها بالإضافة للمجتمع الدولي إلى جعل حماية أطفال اليمن أولوية لديهم، والعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي سياسي ووضع حد للعنف على الفور والتزام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي بحماية الأطفال بدون أي شروط.

كما دعا التقرير إلى ضمان إيصال المساعدات وتوفير التمويل الكافي لها بما في ذلك رفع القيود المفروضة على الواردات، ومنع الانهيار التام للخدمات الاجتماعية العامة، ودفع رواتب العاملين في مجالي الصحة والتعليم للاستمرار في عملها. كما ناشدت المنظمة لتوفير 312 مليون دولار في العام الجاري، كمساعدات للأطفال اليمنيين من أجل مواصلة تقديم الاحتياجات العاجلة لهم.

قد يعجبك ايضا