تشهد مناطق شمال وشرق سوريا تصعيداً خطيراً في الهجمات والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والقوانين الدولية. وتبرز مجزرة قرية “برخ بوطان” في ريف كوباني مثالاً مأساوياً لهذه الجرائم، حيث قضت عائلة بأكملها، بمن فيهم أطفال رضع، في قصف نفذته طائرة مسيرة تركية.
وفي تقرير حديث، وثّقت منظمة “إنسايت” الحقوقية سلسلة من الجرائم التي ارتكبها الاحتلال التركي منذ مطلع عام 2025، مؤكدة أن هذه الهجمات استهدفت المدنيين بشكل مباشر، وأسفرت عن قتل جماعي في مناطق متعددة.
أبرز هذه الجرائم كانت المجزرة التي وقعت في قرية “برخ بوطان”، حيث استهدفت طائرة مسيرة تركية منزلاً لعائلة من تسعة أفراد، مما أسفر عن فقدان سبعة أطفال ووالديهم لحياتهم، فيما أصيبت طفلتان بجروح خطيرة. العائلة، التي كانت تعمل في الزراعة لكسب رزقها، تحولت إلى ضحية جديدة في سلسلة من الهجمات المتصاعدة ضد السكان المدنيين.
التقرير أشار إلى أن تركيا كثّفت منذ بداية العام الجاري هجماتها في شمال شرق سوريا، ما أسفر عن مقتل أربعة وسبعين مدنياً، بينهم عشرن طفلاً، وإصابة أكثر من ثلاثمئة شخص، من بينهم أربعون طفلاً. ولم تقتصر الاستهدافات على المناطق السكنية، بل طالت أسواقاً شعبية، كما حدث في مدينة صرين، حيث أدى قصف السوق المركزي إلى مقتل اثني عشر مدنياً وإصابة ثلاثة عشر آخرين.
وإلى جانب كوباني، شملت الهجمات قرى صرين وعين عيسى وتل تمر، حيث استُهدفت منازل المدنيين بشكل مباشر، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا.
التقرير وصف هذه الاعتداءات بأنها “جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”، مؤكداً أن استهداف المدنيين بشكل ممنهج وواسع النطاق يعد خرقاً واضحاً للبروتوكولات الدولية التي تحظر المساس بالمدنيين.
ودعت منظمة “إنسايت” المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها، محملة الإدارة السورية المؤقتة مسؤولية حماية المدنيين وضمان أمنهم في ظل تصاعد الهجمات والانتهاكات التركية.