تفاقم أزمة المياه تنذر بحرب داخلية

لم ينتهي العراق بعد من حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي، حتى بدت ملامح حرب مياه داخلية تلوح في الأفق.
شح المياه التي تعاني منها البلاد منذ سنوات بسبب موجة الجفاف تفاقمت أكثر بعد قيام تركيا بملء خزان سد إليسو الذي يعتبر من أضخم السدود التركية على نهر دجلة، ما أدى إلى إنخفاض في نسبة منسوب مياه النهر الداخلة إلى العراق بشكل كبير.
من جانبها أتخذت الجارة إيران في وقت سابق إجراءات مشابهة لتركيا عبر بناء سدود على روافد نهر دجلة قبل دخولها إلى الأراضي العراقية، فضلاً عن تحويلها لمجرى بعض الأنهار العابرة لأراضيها إلى العراق، وإعادة توجيهها إلى الداخل الإيراني.
الإجراءات التركية الإيرانية، أحدثت خللاً على الحصة المائية للبلاد، سواء كان هذا على مستوى المحافظات أو داخل المحافظة الواحدة، الأمر الذي دفع ببعض من المحافظات العراقية بالتصرف بعيداً عن الحكومة في نزاعاتها بشأن المياه، مثل محافظة ميسان ونزاعها مع الكوت، ومحافظة المثنى مع القادسية وذي قار.
وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي في آذار الماضي مقطع فيديو لمحافظ المثنى فالح الزيادي برفقة قوة أمنية لرفع التجاوزات عن المياه في قضاء الحمزة بمحافظة الديوانية.
وللحد من وقوع مواجهات ونزاعات عشائرية في العراق من أجل تأمين المياه للزراعة ولتربية المواشي، منعت الحكومة العراقية في حزيران الماضي زراعة الأرز وبعض المحاصيل الأخرى.
إجراءات الحكومة هذه لم تجد نفعاً حيث قام بعض المواطنين في ناحية القادسية بمحافظة النجف بالاعتداء على إحدى منشآت الري على نهر الفرات وتخريب آليات التحكم والسيطرة بهدف الاستحواذ على الحصص المائية المخصصة للمحافظات الجنوبية،بحسب وزارة الموارد المائية العراقية.
ووفقا لتقارير صادرة عن البنك الدولي فإن العراق قد يصل إلى الجفاف الكامل بحلول عام 2040، بعد أن تراجعت حصة الفرد إلى ألفي متر من المياه سنويا في حين كانت تفوق ستة آلاف متر خلال الأعوام الماضية.

قد يعجبك ايضا