تعذيب “وحشي وعنصرية” في تركيا تدخل طفلاً سورياً إلى العناية المشددة
أيا كانت طبيعة المجتمعات العنصرية، فهي في الحقيقة وبحسب تقارير ودراسات بحثية، تعاني من إعاقة “ذهنية/ عاطفية” في تصورها للإنسان، حيث تمارس تصنيفا للإنسان بناء على ما هو “غير إنساني”، وهذا ما تشهده تركيا من تنامي لظاهرة العنصرية خاصة ضد اللاجئين السوريين.
وفي أحدث واقعة اعتداء عنصري، تعرض طفل سوري لاجئ في مدينة عينتاب، للاختطاف من قبل أتراك والتعذيب الذي وصفه ناشطون بالوحشي، حيث استخدمت أدوات حادة في تعذيب الطفل، وتعرض لمحاولات إغراق بالمياه، وجرى حرق لسانه وشعره وأرغم على تناوله، ما أدى لإدخاله العناية المشددة منذ أيام.
الطفل السوري دخل في غيبوبة منذ تعرضه للتعذيب على أيدي أفراد عائلات كان يعلب مع أطفالهم كرة القدم، ولم تستطع عائلته لغاية الآن توكيل محام خاص لمتابعة قضية الاعتداء، نتيجة عدم قدرتهم المالية أولاً، وتعرضهم للتهديد من قبل المعتدين ثانياً، وفقاً لما أفاد به أقارب العائلة، الذين قالوا إن الوضع الصحي للطفل صعب للغاية.
وأثارت حادثة الاعتداء على الطفل السوري حالة استياء واسعة، مما اضطر سلطات النظام وبعد أيام، من إلقاء القبض على اثنين من مرتكبيها الأربعة فقط، فيما أدانت مؤسسات حقوقية سورية الحادثة، خاصة بعد اعتراف الأطباء بأنه لم يسبق لهم مشاهدة طفل تعرض للتعذيب بهذه الطريقة البشعة.
ويرى نشطاء حقوق الإنسان، أن تصاعد العنصرية تنذر بحالة “خطيرة” في الوقت الذي تستمر تيارات من أحزاب السياسية بعمليات التحريض، وسط غياب إجراءات قضائية رادعة، ضد كل من يقف وراء هذا السلوك، الذي يوصف بـ”العنصري”.