تظاهرات أهالي محافظة البصرة تصعد من وتيرتها

البصرة بوابة العراق على الخليج وخزان خيراته التي لاتنضب، فيها أغزر حقول العالم النفطية كحقلي الرميلة والقرنة.
محافظة البصرة التي رفدت الاقتصاد العراقي بنحو ثمانين في المئة لا يعرف ابناؤها طعم الماء العذب، شبابها بدون عمل، خريجوا جامعاتها ينتظرون وظيفةً منذ عشر سنوات وأكثر، حالٌ أوصلها إلى نقطة الانفجار.
بوادر ثورةٍ يقودها أبناء العشائر صبوا جام غضبهم على المؤسسات النفطية التي لا يصلهم من خيراتها شيء، والتي يديرها ويعمل بها جماعة الأحزاب كما يصفهم المحتجون.
المظاهرات لم تكن وليدة اللحظة بل لها تاريخ يعود إلى أكثر من عشرة سنوات خلت، والمطالب هي ذاتها.
لكن ما زاد من وتيرتها هو قطع إيران للكهرباء عن مدن كبرى في جنوب العراق،تزامناً مع ارتفاع موجة الحر والتي تجاوزت الخمسين درجة في هذه الأيام، الأمرُ الذي زادَ من موجة الاحتقان الشعبي ضد إيران ومليشياتها في العراق وضد السياسيين بشكلٍ عام والموالين منهم لإيران بشكلٍ خاص، حيث اقتحم المتظاهرون مقري حزب الدعوة الحاكم وتيار الحكمة وقاموا باحراقهما.
وتناقلت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا يظهر محاولة متظاهرين عراقيين السيطرة على أحد آبار النفط بمحافظة البصرة، احتجاجا على نقص الخدمات وقتل متظاهرٍ قبل أيام.
وبينما تعقد الحكومة برئاسة حيدر العبادي اجتماعاتٍ ولقاءاتٍ لتداركِ الأوضاع، خرج زعيم المرجعية العليا في النجف، علي السيستاني ليطالب الحكومة بالرضوخ لمطالب المحتجين وتحقيق طموحاتهم.
كما ندد رجل الدين الشيعي الآخر، مقتدى الصدر، بالهجوم على المتظاهرين مطالبا المحتجين بالوقت نفسه بالتزام “السلمية” والحفاظ على الممتلكات العامة، معلقاً “لا بد لثورة الجياع أن تنتصر”
من جهته أعلن التجمع العُلمائي لاساتذةِ وطلبة الحوزة العلمية في البصرة عن دعم التظاهرات السلمية في المحافظة رافضا في الوقت ذاته محاولات تشويه صورة التظاهرات من قبل ما وصفهم بالمندسين.
المحتجون رفعوا سقف مواجهاتهم للحد الذي أجبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يتوجه مباشرة من زيارته الأوربية إلى البصرة، ليجتمع بقيادة ووجهاء المدينة مطلقاً وعوداً بتأمين عشرة آلاف وظيفة للشباب العاطلين عن العمل وحل المشاكل التي تعاني منها المحافظة، محذراً من وجود مندسين بين المتظاهرين .
يبدو أن إرهاصات تشكيل التحالفات للوصول إلى الكتلة الأكبر التي ستنال حق تشكيل الحكومة هي أحد الأسباب وراء مايحدث في البصرة، فهناك من القوى السياسية من يحاول تصعيد الأوضاع لعله يكون الرابح من وراء ذلك.

قد يعجبك ايضا