تصاعد العنف في إدلب وسط موجة نزوح كبيرة للمدنيين
في المنطقة المفترض أنها منزوعة السلاح، بموجب اتفاق بوتين أردوغان، لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص.
فمنذ حوالي ثلاثة أسابيع تتعرض القرى والبلدات الواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح في إدلب لهجوم عنيف من قبل قوات النظام السوري والطيران الروسي الذي نفّذ عشرات الغارات في غضون الأربع والعشرين ساعة المنصرمة.
هذا الهجوم يقابله ردٌّ من جانب الفصائل المسلحة المدعومة تركياً باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، الأمر الذي حوّل المنطقة إلى بؤرة صراع محتدم، تشهد يومياً سقوط أعداد كبيرة من القتلى في صفوف الطرفين.
المدنيون بدورهم لم يسملوا من هذه الاستهدافات المتبادلة، ويدفعون أثماناً باهظة من جراء تصاعد وتيرة العنف، في منطقة قيل إنها ستُخلى من الأسلحة الثقيلة والفصائل الإرهابية، للحؤول دون وقوع كارثة بشرية، فإذا بها تتحوّل إلى مستنقع لصراع شرس يحصد بشكل يومي المزيد من أرواح المدنيين الأبرياء.
العشرات من المدنيين قتلوا منذ بدء التصعيد منتصف الشهر المنصرم، فضلاً عن خسائر مادية كبيرة نجمت عن القصف العشوائي من الطرفين المتصارعين، والذي أدى في الوقت عينه إلى موجة نزوح كبيرة، إلى درجة أن بعض القرى والبلدات أخليت تماماً من ساكنيها.
تصعيدٌ للعنف لم تُفلح محاولات الاحتلال التركي للتخفيف منه، على العكس تماماً فوتيرة العنف تصاعدت بصورة ملحوظة مع بدء أنقرة تسيير دوريات في محيط نقاط مراقبتها وداخل المنطقة العازلة.
هي إذاً محاولة يائسة سعى أردوغان من خلالها لإنقاذ اتفاق إدلب، أو على الأقل منعه من الانهيار في الوقت الحالي كسباً لمزيد من الوقت، الذي هو في أمس الحاجة إليه الآن لجهة التحديات الكبيرة التي تواجهه داخل تركيا وخارجها، لكن يبدو أن للنظام السوري وروسيا رأياً آخر، وأن صبرهما نفد بالفعل إزاء مراوغات أردوغان، وأنهما بالهجوم على إدلب يترجمان ذلك على الأرض.