تركيا: حالات اختفاء قسري والعامل المشترك “سيارة سوداء”
بعد نحو 100 يوم من الاعتقال، استعاد مصطفى يلماظ حياته الطبيعية في أنقرة إلى جانب زوجته وابنته. ولكن في 19 شباط/ فبراير، اختفى أثناء توجهه إلى عمله.
اختفاء جاء بعد أن أوقف عن العمل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2018، لاتهامه بالانتماء لجماعة فتح الله غولن.
وتشتبه زوجته سمية (27 عاماً) بتورط أحد أجهزة النظام التركي، وتقول لوكالة فرانس برس إنها رأت زوجها يتعرض للضرب من رجل أسفل العمارة حيث يسكنان، قبل أن يحمله آخران وتمر بعد لحظات عربة سوداء، رصدتها كاميرا مراقبة تابعة لمحل بقالة مجاور لهم.
ومنذ محاولة الانقلاب المزعومة في عام 2016، أطلقت السلطات حملات اعتقال واسعة، استهدفت معارضين سياسيين وأطباء وصحفيين وعسكريين، وتم فصل عشرات الآلاف من وظائفهم كما تم اعتقال عشرات الآلاف.
ويدرج عمر فاروق غرغرلي أوغلو وهو أحد نواب حزب الشعوب الديمقراطي، (28) حالة تحت خانة حالات الاختفاء القسري المتواصلة، ويقول إن الكثير من الملاحقين غادروا البلاد، وعاد بعضهم للسجون وتعرضوا للتعذيب.
وتتحدث منظمات على غرار هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية عن حالات اختفاء قسري، ودعت هذه المنظمات الحقوقية النظام التركي إلى التحرك للعثور على يلماظ وغوخان توركمان المختفيين من بين آخرين أوقفوا في شباط/ فبراير.
سيارة سوداء
ويشير رئيس الجمعية التركية لحقوق الإنسان أوزتورك تورك دوغان بأن الطرف الرئيسي الذي يشتبهون به هو النظام بالطبع، مستنداً إلى سوابق وقعت في التاريخ التركي، مبدياً عن أسفه إزاء حالات الاختفاء القسري التي وقعت في السنوات الأخيرة، والتي تتصف غالباً بعامل مشترك في حالات الاختفاء، ألا وهي سيارة سوداء.
ويتساءل “هل يوجد في تركيا منظمة إجرامية فريدة من نوعها ولا نعرفها؟”.