تركيا… تُهدّد حياة ملايين السوريين
زوزان بركل
في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي، بدأت تركيا باستخدام مياه الفرات كورقةٍ جديدة – قديمة لها في الأزمة السورية. حيث بدأتِ الحكومة التركية الّلعب بمقدار تدفّق مياه النهر منذ بدء الأزمة، متغاضيةً اتّفاقية تقاسم مياه نهر الفرات مع سوريا والعراق.
ونظراً لانخفاض مستوى التدفّق المائي من تركيا وانخفاض منسوب بحيرة سدّ تشرين إلى منسوبٍ أدنى من المستوى المطلوب لتشغيل المحطة. ما أدى إلى الخروج الشبه التام لسدّ تشرين عن الخدمة، حيث أنخفض انتاج الكهرباء في هذه المحطّة من 630 ميغاواط طوال ساعات اليوم إلى 60 ميغاواط ولـ 6 ساعات فقط. والحال ذاته مع بحيرة الفرات وسدّها التي عمد داعش إلى تدمير بنيتها التحتية. حيث ينتج سدّ الفرات 880 ميغاواط.
الانقطاع مستمرّ في التيار الكهربائي وشبكات المياه، أدّت إلى تفاقم معاناة الأهالي في مناطق الشمال السوري وعلى وجه الخصوص كوباني ومنبج.
وبحسب الفنيين العاملين في السد انخفض منسوب مياه نهر الفرات في بحيرة سد تشرين والطبقة إلى ما يقارب الـ 4 إلى 5 أمتار عن منسوبه الطبيعي , وتدفق المياه انخفض من 1200 متر مكعب إلى 70 متر مكعب في الثانية. بينما وصف الخطوة التركية هذه بـ”الكارثية” على كل سكان حوض الفرات .
ويشهد مستوى المياه الفرات انخفاضاً متواصلاً منذ فرار قوات النظام السوري من منطقة حوض الفرات، إلّا إن مستوى التدفّق انخفض كثيراً بعد تمكّن قوات سوريا الديمقراطية من تحرير السدود الموجودة على نهر الفرات.
هذا ويعتبر الفرات نهراً دوليّاً والمصدر الأهم للطاقة ولمياه الشرب في سوريا. إذ أبرمت سوريا والعراق معاهدةً في العام 1987 – تم تسجيلها لدى الأمم المتّحدة – مع أنقرة اتّفاقاً مؤقتاً يقضي بأن تمرّر تركيا ما يزيد عن 500 متراً مكعباً بالثانية من المياه. واعتبرت سوريا ان حصّتها من المياه تبلغ 13 كيلو متراً مكعباً سنويّاً, وبذلك تكون حصّة سوريا من مياه نهر الفرت 6.627 مليار متراً مكعباً, وأن استمرار قطع المياه في حوض الفرات سيؤدّي لنتائج كارثية على الإنسان والبيئة والزراعة في سوريا والعراق.