تركيا .. بدوافع عنصرية مجددًا.. مقتل لاجئ سوري طعنًا بالسكين

أُثخِن اللاجئون السوريون في تركيا، بجراحٍ لا يمكن أن تندمل ولو مرّت عليها عشراتُ السنين، ذاقوا خلالها كل أنواع الجور والظلم.. ذنبهم الوحيد في ذلك، أنّهم توهّموا أن دافع جارتهم التي فتحت الحدود على مصراعيها أمامهم، بعد اندلاع حَراكهم الشعبي، كان إنسانياً.

جريمةٌ جديدة تضاف لعشرات، بل مئات الجرائم، التي ارتُكبت بدوافعَ عنصريةٍ من قبل أتراك.. جريمةٌ برزت إلى العَلَن، راح ضحيتَها شابٌّ سوري بعد طعنه عدة طعنات، من قبل فتًى تركيٍّ لا لشيء، ربما لأنه خالفه بالرأي لا أكثر.

هاني قاسم صاحب الثلاثة والعشرين ربيعاً…. اللاجئ السوري الذي فقد حياته على يد مراهقٍ تركي، لا يتجاوز من العمر ستة عشر عاماً، بولاية بورصة شمال تركيا، بعد مشاجرةٍ نشبت بينهما ليلاً.

وفي تفاصيل الحادثة، تعرض “قاسم” للطعن اثنتي عشرة طعنةً بسكين، بعد مشاجرةٍ في مدينة أنغول، وبالتحديد في شارع مسجد العرب، في حي سنانبي، بعد منتصف الليل، إذ نشب جدلٌ بينه وبين مراهقٍ تركي، تحوّل فجأةً إلى مشاجرة. فقام المراهق التركي بطعن قاسم عدة مراتٍ بالسكين، مما تسبب في إصابته بجروحٍ خطيرة، ليفارق بعدها الحياة.

تقاريرُ إعلاميةٌ أوردت فيما بعد، أن شرطة النظام التركي ألقت القبض على المشتبه به، إلا أن النتيجةَ معلومةٌ لكل سوريٍّ عرفَ سياسة ذلك النظام تجاه اللاجئين، خصوصاً السوريين منهم، فالمتَّهم إن أُدين بالجريمة، فلا ريب أن ثغرةَ العمر تشفع له، أضفِ إلى ذلك أن الضحيةَ سوري.

وقبل أيامٍ فقد شابٌّ سوري حياته، في حيّ “بهجلي إيفلر” بإسطنبول، بعد مطاردته من قبل شرطة النظام التركي، التي كانت تشتبه بعدم حيازته لما يسمّى الكيملك (بطاقة الحماية المؤقتة)، فآثرَ هذا الشاب إلقاءَ نفسه من مبنًى عالٍ، علّه ينجو، وإلا فسيتم القبضُ عليه ويتعرض للإهانة والإذلال ومن ثم الترحيل.

هكذا هي حياة السوريين في تركيا، عبارةٌ عن قتلٍ وطعنٍ وتهجير، واعتقالات واعتداءات، وتكسيرِ محالَّ تجاريةٍ ومصادرة أرزاق، وترحيل بالآلاف إلى الشمال السوري المحتل، وجعلهم أداةً للنظام التركي في تغيير ديمغرافية تلك المناطق.