تركيا…أردوغان يتتبّع نووي إسرائيل ويتجاهل استهدافه السوريين بالأسلحة المحرمة دولياً

بعد تصريحات مثيرة للجدل أطلقها مسؤولون بالحكومة اليمينية الإسرائيلية، تحرض على استخدام السلاح النووي لقصف الفلسطينيين في قطاع غزة، وجد رئيس النظام التركي في الواقعة ملفاً آخر لممارسة هوايته المعهودة في إطلاق التصريحات الشعبوية، في محاولة لتصدر مشهد الأحداث المتسارعة والمواقف المتعلقة بهذه القضية، والإمساك بخيوط ابتزاز جديدة تبقيه في دائرة الاهتمام الإسرائيلية والدولية.

فبعد اجتماع لأركان نظامه الإثنين، صرح أردوغان بأن تركيا لن تسمح بإسقاط قضية الأسلحة النووية الإسرائيلية من جدول الأعمال العالمي، وانتقد الدعم الأوروبي لإسرائيل، معتبراً أنه محاولة لتبرير ما سماه بعار المحرقة اليهودية.

لكن تصريحات أردوغان وفقاً لمراقبين، محاولة مكشوفة لمداعبة مشاعر الداعمين للقضية الفلسطينية، وأسلوب هش لابتزاز إسرائيل والدول الداعمة لها، ومناورة ليست في المكان والزمان المناسبين، لما يحتويه ملف أردوغان بحسب هؤلاء، من إرث مشين في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سوريا وإقليم كردستان.

ففي عام ألفين وتسعة عشر، استخدمت طائرات الاحتلال التركي خلال محاولته احتلال مدينة رأس العين/ سريكانيه شمال شرقي سوريا، أسلحة حارقة محرمة دولياً منها الفسفور الأبيض والنابالم في قصف المدنيين، في انتهاك صارخ للأعراف والمواثيق الدولية، التي تعتبر استخدام مثل هذه الأسلحة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

استخدام الاحتلال التركي الأسلحة المحرمة دولياً في قصف المدنيين أكدته مصادر طبية مستندة إلى طبيعة الحروق في أجساد الضحايا، وتقارير إعلامية وحقوقية مستقلة، وثقت إصابات عديدة بينها لأطفالٍ نُقل بعضهم إلى الخارج لتلقي العلاج.

وتلك ليست المرة الأخيرة التي استخدمت فيها أنقرة أسلحة محرمة دولياً، حيث شن جيش النظام التركي بالأسلحة الكيماوية العام الماضي، هجمات على مناطق في الزاب ومتينا وآفاشين في إقليم كردستان، ما أسفر عن مجزرة راح ضحيتها عدد من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، في واقعة قوبلت بتنديد شعبي ودولي واسع، لكنها لم تلجم أنقرة عن تكرارها مرات أخرى في المناطق ذاتها.