ترامب وزيلينسكي.. صدام جديد يعيد حسابات الحرب مع روسيا(خاص)

في زخم الحرب المستعرة بين روسيا وأوكرانيا، لم يكن الدعم الأمريكي لكييف مجرد التزام سياسي، بل كان حجر الأساس لصمودها في مواجهة الآلة العسكرية الروسية. لكن المشهد يبدو اليوم أكثر ضبابيةً بعد المشادة الكلامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

تصريحات ترامب كانت صادمة بالنسبة لكييف، التي وجدت نفسها أمام احتمال أن يتحول أكبر داعم لها إلى عائق في طريق استمرار حربها ضد روسيا، لكن الأثر الأكبر كان على قادة حلف الناتو، الذين يرون في هذه المواقف تهديدًا للوحدة الغربية في مواجهة روسيا.

على الرغم من التوتر المتزايد، لا يمكن القول إن العلاقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا ستنتهي تمامًا، فمن الناحية الجيوسياسية، لا تزال واشنطن ترى في دعم كييف أداةً لإضعاف روسيا ومنع توسع نفوذها. لكن ربما يتأثر الدعم العسكري بتحوّله إلى مساعدات أمنية ودبلوماسية محدودة، مع تشجيع أوكرانيا على البحث عن حلول سياسية لإنهاء الصراع.

تداعيات خطيرة ربما ستنعكس نتائجها على أوكرانيا سلبا، في حال نفذت إدارة ترامب تهديداتها، من خلال ضعف القدرات العسكرية الأوكرانية وخلق ضغوط لتسويةٍ غير عادلة، تجد فيها أوكرانيا نفسها مضطرة لقبول اتفاق سلامٍ بشروط روسية، إضافة لأزمة داخلية تتجلى بضغوط سياسية على زيلينسكي.

بالمقابل، سارع زعماء أوروبيون لدعم أوكرانيا، حيث أعلنت إيطاليا وبريطانيا وفرنسا استعدادها للتدخل، لكن قدرتهم على سد الفجوة الأمريكية تبقى محدودة. ودعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، إلى قمة تجمع ترامب مع قادة أوروبيين لمناقشة المستقبل، في محاولة لتجنب انهيار الدعم الغربي لكييف.

ويبقى مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا معلقًا على قرارات ترامب المقبلة، التي قد تحدد مسار الحرب والعلاقات الثنائية. وفيما يترقب العالم تداعيات هذا التوتر، تبدو أوروبا وحلف الناتو أمام اختبار حقيقي لقدرتهما على مواجهة التحديات دون الاعتماد الكلي على واشنطن.