تراجع إنتاج العسل في سوريا جراء التغير المناخي وتداعيات النزاع
خلال العقد الأخير، تعرضت مهنةُ تربية النحل في سوريا لأضرارٍ كبيرة، نتيجةَ تغيرات المناخ، وتذبذب مواسم وكميات الأمطار، وارتفاع درجة الحرارة، فضلاً عن الصراع الدامي منذ أكثرَ من اثني عشر عاماً…. هذه الأمور مجتمعةً شكلت تحدياتٍ قاسيةٍ على مُربّي النحل.
التغيرات المناخية في سوريا، أزمةٌ جديدةٌ لمربي النحل داخل الأزمة الكبرى التي تعيشها البلاد، إذ تعرض النحّالون لخسائرَ فادحةٍ جراء تقلبات الطقس التي جعلت الأراضي شبهَ قاحلةٍ وقضت على مساحاتٍ من النباتات المزهرة التي يتغذى النحل من رحيقها.
ووفق تقريرٍ للأمم المتحدة، ألحق النزاع أضراراً بإنتاج العسل في سوريا، الذي كان يعدّ صناعةً تقليدية، مع انخفاض عدد القفران بنسبة ستةٍ وثمانين في المئة جراء الدمار أو الإهمال من ريف دمشق وصولاً إلى اللاذقية.
وبحسب التقرير، يوجد في سوريا أربعُمئة ألفِ قفيرٍ بلغ إنتاجُها خلال العام الحالي نحو ألفٍ وخمسِمئة طنٍّ من العسل حتى الآن، مقارنة مع ثلاثة آلاف طنٍّ عامَ ألفين وعشرة، بالإضافة إلى تراجع عدد مُربّي النحل من اثنين وثلاثين ألفاً إلى ثمانيةَ عشرَ ألفاً.
وساهم استخدامُ القنابل على نطاقٍ واسعٍ خلال المعارك في مفاقمة التلوث، بينما يتسبّب سوء استخدام المبيدات وانتشار الطفيليات التي تهاجم الخلايا بارتفاع مُعدّل وفيات النحل، وفق التقرير ذاته.
في السياق قالت اللجنةُ الدولية للصليب الأحمر إن النزاعَ والتغيير المناخي أدى إلى خفض الإنتاج الزراعي في سوريا بنحو خمسين في المئة خلال السنوات العشر الأخيرة، معتبرةً أن سوريا من أكثر الدول إهمالاً لناحية الحصول على تمويلٍ لمواجهة التغير المناخي.