طائر الفينيق يبعث من رماده بحسب الأسطورة الإغريقية، هذا ما يسعى إليه قطاع الصناعة بشكل عام إذا شحت به المواد الأولية اللازمة لاستمرارية العمل، ولا سيما في ظروف الحرب، لإعادة إحياء الأنقاض.
مشروع لصهر الحديد وإعادة تدويره في مدينة منبج شمال وشرق سوريا، يعاني من صعوبة الحصول على المواد الأولية من مخلفات الحرب ضد تنظيم داعش في المناطق المدمرة في الرقة وغيرها، نتيجة عدم تجاوب الجهات المعنية لتسيير أمور العمل.
إعادة تدوير المعادن تقوم على توفر النفايات الحديدية من الخردة ولا سيما المستهلكة من مخلفات الحرب، وما لم يعد صالحا للاستخدام، إذ يتم صهرها بمعمل للصهر ثم يحول إلى قضبان حديدية صالحة لأعمال البناء.أصحاب المعامل يواجهون مصاعب في عمليات الصهر كتوفير المواد الخام الخردة والكهرباء والوقود، حيث وضعوا هذه الأمور برسم المسؤولين في الإدارة الذاتية لحلها بما يخدم سير العمل.
غياب التنسيق والتجاوب من الجهات المعنية في بعض المقترحات الخدمية كإعادة تدوير خردة الحديد وتحويل النُّفايات لسماد زراعي، وإقامة منشأة للزيوت النباتية، كل ذلك عمل على تثبيط الهمم في الإقدام على هذه المشاريع.
ليس كل ما يلمع ذهباً وليست كل مخلفات الحرب صالحة للتدوير، إلا بعد التأكد من خلوها من المتفجرات، فمعامل الصهر تتغذى على تلك المخلفات بحسب ما يؤكد القائمون على هذه الصناعة.