تداعيات حرب غزة ولبنان تؤجج التوترات وتنذر بأزمة أكبر
سنوات الصراع والضياع التي يعيشها اليمن منذ العام 2015 هوت بالبلاد إلى أدنى مستويات التدهور السياسي والاقتصادي والإنساني والأمني، لكن على ما يبدو فإن هناك المزيد من الانحدار نحو الأسوأ لا سيما مع توقعات ومخاطر بأن تخوض إسرائيل حرباً ضد الحوثيين الذين يواصلون منذ عام استهداف مواقع ومصالح إسرائيلية براً وبحراً ويقولون إن ضرباتهم تأتي رداً على الحرب الدائرة في قطاع غزة الفلسطيني.
وبالفعل فقد باتت التكهنات تتزايد حول إمكانية التدخل الإسرائيلي العسكري في اليمن، خاصة بعد تزايد المخاطر المرتبطة بتواجد مواقع حوثية وصفت بالمدعومة من إيران بالقرب من الممرات البحرية الدولية المهمة في البحر الأحمر وباب المندب والتي باتت مركزاً لانطلاق الصواريخ والطيران المسير من قبل الحوثيين تجاه إسرائيل وسفن الملاحة البحرية في المنطقة.
محللون ذهبوا إلى أن إسرائيل التي ترى في إيران تهديداً إستراتيجياً لها، قد تجد نفسها منخرطة في حرب مباشرة أو غير مباشرة في اليمن إذ ما تطورت التهديدات الحوثية إلى مستويات أكثر خطورة، مشيرين إلى أن فتح جبهة جديدة في اليمن ستحمل تداعيات كبيرة وخطيرة، وربما تفتح المجال لتصعيد إقليمي أكبر، مما سيجعل الحلول السلمية أكثر تعقيداً.
وعند الحديث عن الحرب ضد الحوثيين في اليمن لا بد من التطرق للولايات المتحدة الأمريكية حيث يرى البعض أن واشنطن باتت تعد ورقة الحرب في اليمن أحد الخيارات المطروحة أمامها خاصة في ظل فشل كافة المساعي العسكرية والدبلوماسية الأخرى بما فيها القصف الجوي والصاروخي على اليمن لاحتواء العمليات التي يشنها الحوثيون المسيطرون على أجراء واسعة من البلاد.
وبالعودة للوضع الراهن في اليمن فهو يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، بعدما ألحقت الحرب أضرارًا كبيرة ببنيته التحتية وشلت قطاعاته الحيوية مثل الصحة والتعليم ما يعني وبحسب مراقبين أنه من الصعب جداً تصور أن البلاد قادرة على تحمل آثار استمرار الصراع أو توسيعه، معتبرين أن الحلول السياسية هي الخيار الأفضل بالرغم من غياب الإرادة المحلية والدولية للتوصل إلى تسوية في هذا الجانب.
وخلاصة الأمر تتجلى في أن اليمن يواجه مستقبلًا غامضًا سيدفع فيه المدنيون الثمن الباهظ كالعادة، خاصة إذا استمر التصعيد الإقليمي، واستمرت معه هجمات الحوثيين على إسرائيل ناهيك عن تزايد احتماليات تورط أطراف جديدة في الصراع، مما يضع البلد والمنطقة أمام سيناريوهات خطرة.