العاشر من أيار/ مايو عام ألفين وسبعة عشر، يوم حفر ذكراه في سطور التاريخ، حيث حررت قوات سوريا الديمقراطية مدينة الطبقة وسد الفرات الاستراتيجي بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي، ضمن إطار حملة “غضب الفرات” بعد اشتباكات استمرت خمسين يوماً، لتنتهي حقبة من الإرهاب، وتبدأ بعدها مرحلة التعافي وإعادة الإعمار.
في أواخر عام ألفين وستة عشر، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية حملتها لتحرير مدينة الطبقة والسد من تنظيم داعش الإرهابي، والتي كانت أهم خطوة في الطريق لتحرير مدينة الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم الإرهابي حينها، حيث بدأتها من الريف وتمكنت من تحرير كامل المدينة، وبعد خمسة أيام فقط من التحرير تم تشكيل مجلس الطبقة المدني، والذي كان معنياً بتنظيم كافة مناحي الحياة في المدينة.
التحرير من داعش ولادة جديدة وقفزة نوعية في تاريخ المنطقة
سبعة أعوام من الحرية والاستقرار والأمان، سعت من خلالها الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا لتغيير الكثير وتجاوز تبعات الإرهاب، نهضت خلالها المدينة من الرماد الذي تركه تنظيم داعش، حاملة معها مستقلاً جديداً لأهلها يبشرهم بواقع معيشي أفضل لمس كافة مناحي الحياة قاد إلى نهضة لم تكن لولا تحريرها على يد مقاتلي قسد، حيث باتت تشهد نشاطاً تنموياً ونهضة عمرانية في ظل الأمن والاستقرار الذي تعيشه.
تحرير الطبقة نقطة هامة في تاريخ المرأة ومشاركتها بصنع القرار
وشكلت مرحلة ما بعد تحرير الطبقة، مرحلة انتقالية هامة في تاريخ المدينة والمرأة تحديداً، حيث أنه وبعد تشكيل الإدارة المدنية فيها تم إشراك المرأة في كافة المجالات على عكس ما كانت عليه سابقاً، لتبدأ بالمشاركة في صنع القرار وإدارة المدينة ولعب دورها في المجتمع، كما بدأ المجتمع من خلال حملات التوعية المستمرة، بتبني نهج ضرورة وجود المرأة في مراكز صناعة القرار.
تحرير الطبقة لم يقتصر على الناحية العسكرية فقط بل كان ثورة مجتمعية بحد ذاتها، بعد سنين طويلة من المعاناة في ظل إرهاب داعش وأنظمة حكم لم تلب تطلعات المدينة وأهلها، فكان العاشر من أيار نقطة تحول جذرية لا زالت المدينة تجني ثمارها.