الحكومة الانتقالية تماطل والإدارة الذاتية تسعى لحل مشكلة الامتحانات بشمال وشرق سوريا(خاص)

مع اقتراب موعد انتهاء تسجيل الطلاب الراغبين في تقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي في سوريا، لا يزال مصير الآلاف من الطلاب في مناطق شمال وشرق سوريا معلقاً بقرارات وزارة التربية في الحكومة السورية الانتقالية، التي لم تحسم بعد مسألة تحديد أماكن تقديم الامتحانات النهائية المقررة في يونيو/حزيران المقبل.

هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا طالبت وزارة التربية في الحكومة الانتقالية بالإسراع في الرد على بنود الاتفاق المبرم بين الطرفين، داعيةً إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ العملية الامتحانية وضمان حقوق الطلاب.

وأوضحت الهيئة في بيان رسمي أنها، حرصاً على مصالح الطلبة، بادرت بالتواصل مع منظمة اليونيسف لبحث ملف الامتحانات مع وزارة التربية السورية. وأشارت إلى اجتماع عُقد منتصف الشهر الجاري برعاية المنظمة الأممية، حيث تم الاتفاق على عدة نقاط، أبرزها: تسهيل إجراءات تسجيل الطلاب وتمديد الموعد لاستيعاب جميع الراغبين في تقديم الامتحانات، وتمكينهم من تقديمها في مناطقهم لتجنب عناء التنقل. وتشكيل لجنة مشتركة مؤقتة لإدارة العملية الامتحانية بمناهج الحكومة السورية في مناطق الإدارة الذاتية.

وأكدت هيئة التربية في الإدارة الذاتية أنها أبدت استعدادها لتنفيذ بنود الاتفاق فوراً، فيما أحالت وزارة التربية في الحكومة الانتقالية الاتفاق للجهات السياسية العليا للمصادقة على بنوده، مشيرة إلى عدم صدور أي رد رسمي من الوزارة رغم ضيق المدة المتبقية للامتحانات.

وفي سياق متصل، شهدت مدينة قامشلي وقفة احتجاجية أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة، نظمها ذوو طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، للمطالبة بفتح مراكز تسجيل وتقديم الامتحانات في مناطقهم. ويعكس هذا التحرك الشعبي مخاوف من عدم قدرة وزارة التربية في الحكومة الانتقالية على تأمين عدد كافٍ من المدارس لاستيعاب الطلاب، خاصةً في ظل تضرر العديد من المدارس جراء سنوات الحرب.

ومع إغلاق باب تسجيل الطلاب الخميس المقبل، تبقى الكرة في ملعب الحكومة الانتقالية. فهل ستتخذ خطوات جادة للتعاون مع الإدارة الذاتية، أم ستغلب المصالح السياسية على مصلحة آلاف الطلبة ومستقبلهم التعليمي؟